responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 71

إسم الكتاب : الإسلام يتحدى ( عدد الصفحات : 188)


ولكن هذه الكمية من النتروجين المركب لا تكفي ، لأن الحقول التي تزرع لمدة طويلة ، ينفذ ما فيها منه . ولذلك نرى الزراع يحولون المواسم الزراعية من حقل لآخر ، بعد وقت معلوم . وأعجب ما حدث في هذا القرن ؟ عندما ضاقت الأرض بما رحبت على سكانها ، وقل النتروجين لكثرة الزراعة ، وخافت الانسانية من القحط والفاقة ؟ اكتشافنا في هذه المرحلة الخطيرة طريقا ثالثة لاستمداد النتروجين من الهواء ، وكانت الجهود الأولى ، التي بذلت في هذا الصدد ، أنهم جربوا عملية خلق رعد صنعي في الفضاء باستعمال آلات قوتها 000000 ، 3 حصان ، غير أنهم لم ينجحوا الا في صناعة كمية ضئيلة من النتروجين المركب . وتقدم الانسان بهذه التجارب ، حتى كشف الطريق الثالثة وهي استخدام الهواء في صناعة النتروجين المركب ، في صورة ( السماد ) . . . وهكذا استطاع أن يهيئ لغذائه جزءه الضروري ، الذي لولاه لهلك جوعا . وهذا حدث عجيب في تاريخ الأرض ، فان الانسان كشف للمرة الأولى في تاريخه حلا لأزمة الغذاء ، وابتعدت أشباح الكارثة عن سكان الأرض ، حين كان من المستحيل أن يتجنبوها ! ! .
* * * ان هناك أمورا كثيرة تؤكد وجود الحكمة والروح في الكون ، وكل ما لدينا من علم يؤكد لنا أن ما قد كشف أقل بكثير مما لم نستطع حتى الآن الكشف عنه ! وبرغم ذلك فان ما كشفه الانسان كثير جدا ، حتى اننا لو أردنا فهرسة عناوين هذه العلوم ، فسنحتاج إلى سفر ضخم جدا ، بالنسبة إلى هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ ، وسوف يبقى بعد ذلك أيضا الكثير منها دون فهرسة . .
ان كل ما يمكن للسان الانساني أن يلفظه عن آلاء الله وآياته سوف يكون غاية في النقص ، فمهما فصلناها وأسهبنا في تفسيرها ، فسنخرج آخر الأمر مقتنعين بأننا لم نحط بها ، وانما تناولنا منها بعض الشيء .
والحق انه لو قدر أن تنكشف للانسان جميع العلوم الكونية ، ثم يجلس سكان المعمورة ، وقد هيئت لكل فرد منهم جميع الوسائل ، في أكمل صورها ، فان هؤلاء جميعا لن يستطيعوا تدوينها ابدا . . . أليس هذا هو مصداق قوله تعالى :
( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) : وقوله تعالى : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) [1] ! ! .



[1] لقمان / 27 . ( 2 ) والكهف 109 .

71

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست