نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 65
وجنوبا ، ولما بقي على الأرض غير جبال الثلج ، وفيافي الصحراوات ، وهكذا تنجم مؤثرات كثيرة تجعل الحياة على ظهر الأرض مستحيلة . * * * فلو كان قياس العلماء صحيحا ، وهو : أن المادة قد نظمت ذاتها على هذه الهيئة المناسبة المتوازنة ، فما أعجب هذا القياس ، وما أكثر إثارته للدهشة ! ! . يقولون : ان الأرض انشقت من الشمس ، ومعنى هذا : أن درة حرارتها كانت في مبدأ أمرها ، نفس حرارة الشمس ، وهي اثنا عشر ألف درجة فهر نهيت ، ثم بدأت الأرض تبرد ، إذ لا يمكن اتصال الأوكسجين بالهيدروجين الا بعد أن تنخفض الحرارة إلى أربعة آلاف فهرنهيت ؟ وفي هذه المرحلة وجد الماء ، وهكذا استمرت عمليات التقلب على سطح الأرض ملايين السنين ، حتى جاءت الأرض في صورتها الحالية ، منذ أكثر من بليون سنة مضت ، وذهبت الغازات من فضاء الأرض إلى فضاء الكون ، وتحولت بقايا الغازات بعد ذلك إلى المركب المائي ، أو انجذبت إلى الأشياء الأرضية ، أو بقيت في صورة الهواء ، وأكثرها في صورة الأوكسجين أو النتروجين . وهذا الهواء ، في كثافته ، يعد جزءا واحدا من 000000 ، 2 من أجزاء الأرض . ولم تنجذب كل الغازات إلى الأرض ، كما انها كلها لم تتحول إلى ( هواء ) . ولو أنه حدث ، لاستحالت حياة الانسان ، فلو أننا فرضنا المستحيل ، ووجدت الحياة في ظروف كهذه ؟ تتحمل فيها البوصة المربعة آلاف في الأرطال من الضغط الجوي ؟ لكان من المستحيل أن توجد الحياة في صورة الانسان الحالية . ولو كانت قشرة الأرض أكثر سمكا ، بمقدار عشرة اقدام من سمكها الحالي ، لما وجد الأوكسجين ، [1] وبدونه تستحيل الحياة الحيوانية . وكذلك لو كانت البحار أعمق بضعة أقدام ، أكثر من القاع الحالي ، لانجذب ( ثاني أكسيد الكاربون ) ، والأوكسجين [2] ، ولاستحال وجود النباتات على الأرض ، فضلا عن الحياة . ولو كان الغلاف الهوائي للأرض ألطف مما هو عليه الآن ، لاخترقت النيازك كل يوم غلاف الأرض الخارجي ، ولرأيناها مضيئة في الليل ، ولسقطت على كل بقعة من الأرض وأحرقتها ، فهذه النيازك تواصل رحلتها بسرعة أربعين ميلا في الثانية ، ونتيجة لهذه السرعة العظيمة ، فإنها ستحرق كل شئ يمكن احتراقه على الأرض ، حتى تصبح الأرض غربالا في وقت ليس ببعيد . .
[1] إذ أن القشرة الأرضية ستمتص حينئذ الأوكسجين . [2] حتى يمتصهما الماء .
65
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 65