نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 170
وليس هذا هو كل ما في الأمر . . فإننا لو أنكرنا القوانين الطبيعية ، والضوابط الفلكية ، وبدأنا نعمل على عكسها فسوف نكسر رؤوسنا بأيدينا . وهكذا جلب النظام الذي صاغه الانسان ؟ متجاهلا الحيثيات الفارقة بين الجنسين ؟ صنوفا من الأمراض والجرائم إلى داخل المجتمع . ان شباب هذا المجتمع الجديد يشكو أنواعا من الأمراض الجنسية والخلقية والنفسية ، فضلا عن العصمة التي أهدرها المجتمع ، نتيجة هذا الاختلاط المروع . ومن الظواهر التي تتكرر مرارا أمام أطباء هذا المجتمع أن تدخل فتاة غرفة الطبيب ، وهي تشكو من الصداع وقلة النوم ، وتمضي بعض الوقت تتحدث عن هذه الآلام . . ثم لا تلبث أن تتكلم عن شاب التقت به صدفة منذ مدة . . وحينئذ يشعر الطبيب أنها تتعثر وتتلعثم في كلامها ، فيقول لها : Well , then he asked you to his flat , what did you say ? حسنا ! ثم دعاك إلى شقته ، فماذا قلت له ؟ . وتقول الفتاة في دهشة : كيف عرفت ذلك ، لقد كنت أريد أن أقول لك ذلك حالا ! . ومن الممكن قياس كل ما ستقول الفتاة للطبيب بعد هذا الحديث . وهذا هو الذي دفع علماء الغرب إلى الشعور بخيبة الأمل ، فانتهوا إلى أن الحفاظ على العفة والعصمة كلام فارغ في ظل مجتمع العلاقات الحرة . وقد قال طبيب غربي : من الممكن أن يصل الرجل والمرأة إلى نقطة ، يستحيل عندها التحكم في الأعصاب ، والاحساس بالعواقب . وقد بدأت حملة شديدة ضد هذه الظواهر في صورة المقالات والكتب . . وبدأ بعض علماء الغرب يشعرون بالكارثة التي تهدد حضارتهم . ولكنهم ، رغم ذلك كله ، غير قادرين على فهم جذور الموقف . ولقد نشرت الطبيبة المعروفة ماريرن هيليارد مقالا عنيفا ضد الاختلاط الحر ، فقالت : انني لا أستطيع أن أسلم ، كطبيبة ، بأن العلاقات الطاهرة ممكنة بين رجل وامرأة ، ينفردان برضاهما وقتا طويلا . ولكن الدكتورة هيليارد تستطرد قائلة : ولست على هذه الدرجة من الغباء ، حتى أنصح الشبان والفتيات أن يمتنعوا عن التقبيل . ولكن أكثرية الأمهات لا تخبرن أولادهن أن القبلة لا تبرد العواطف ، وانما تلهبها [1] .