responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 140


وسوف أستعرض هنا هذه الخاصة دليلا ثالثا من أدلتي على صدق القرآن الكريم ، ولقد أنزل القرآن قبل عصر النهضة ، ولكن أحدا من الناس لم يستطع ابطال شئ مما جاء به ، ولو كان هذا القرآن من كلام البشر ، لعد ذلك ضربا من ضروب الإحالة .
* * * نزل القرآن في عصر لم يكن الانسان يعرف فيه عن الطبيعة الا القليل النادر ، وكانوا يرون أن الأمطار تنزل من السماء ، وأن الأرض مستوية ، كالفراش ، وأن السماء سقف الأرض ، وكانوا يرون أن النجوم مسامير لامعة من الفضة مركبة في قبة السماء ، أو أنها قناديل معلقة في الفضاء ! وكان أهل الهند الأقدمون يؤمنون بأن الأرض محمولة على أحد قرني البقرة الأم ، وهي حين تقوم بنقل الأرض من قرن إلى آخر يحدث زلزال على البسيطة [1] .
وكان العلماء يرون أن الشمس ساكنة بلا حراك ، وأن الأرض تدور حولها ، إلى أن جاء ( كوبرنيك ) ( 1473 / 1543 م ) ، وعرض فكرته الشهيرة عن حركة الشمس .
* * * وهكذا تقدم العلم رويدا رويدا ، إلى أن زادت قوة المشاهدة والدراسة لدى الانسان ، فكشف عن أسرار كثيرة . والآن لا نجد جزءا ما من معلوماتنا عن أجزاء الجسم ، وشعب العلم المختلفة ، الا وقد تغيرت نظرتنا اليه كلية ، وثبت بطلان عقائد العصر القديم .
ويدل هذا بكل صراحة على أنه لا وجود لكلام انساني تدوم صحته كليا . . . لأن الانسان يتكلم عما هو معروف من المعتقدات والعلوم في عصره ، انه سوف يسرد ما وجده في زمنه ، سواء وقع كلامه في دائرة الشعور أو اللاشعور . ولذلك لا نجد كتابا مضى عليه حين من الدهر الا وهو مملوء بالأغلاط والأخطاء من سائر نواحيه ، نظرا إلى الكشوف الجديدة في كل الميادين .
ولكن مسالة القرآن الكريم تختلف تمام الاختلاف عن هذه الكلية ! فهو حق وصادق في كل ما قال ، كما كان في القرون الغابرة . ولم يطرأ على مقاله أي تغير رغم مضي قرون وعصور طويلة . وهذا في نفسه دليل على أن منبعه عقل جبار يحيط بالأزل وبالأبد علما ، وهو يعلم سائر الحقائق في صورها النهائية والحقيقية ، ولا يخضع علمه ومعرفته لحواجز الزمان والمكان والأحوال . ولو كان هذا الكلام صادرا عن بشر محدودي النظر والعلم لكان الزمان قد أبطله منذ عصور عديدة ، كما يحدث لكل كلام انساني في مستقبله .



[1] شاعت هذه العقيدة الخرافية كذلك في أوساط العوام وأشباه المتعلمين في شرقنا العربي ، وان كان تيار المعرفة العامة الآن يقضي على مثل هذه الخرافات ؟ ( المراجع ) .

140

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست