نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 138
أن يتنبأ بأن الغلبة تكون لراية اليوم بعد بضع سنين . وفي ذلك الوقت ، حين ساق الرجل هذه النبوءة ، لم تكن أية نبوءة أبعد منها وقوعا ، لأن الأعوام الاثني عشر الأولى من حكومة هرقل كانت تشي بنهاية الإمبراطورية الرومانية [1] . . بيد أن جميع مؤرخي الاسلام يعرفون معرفة تامة أن هذه النبوءة لا علاقة لها بالرسالة التي وجهها النبي إلى كسرى أبرويز ، لأن تلك الرسالة انما أرسلت في العام السابع من الهجرة ، بعد صلح الحديبية ، أي عام 628 م ، في حين أن آية النبوءة المذكورة نزلت بمكة عام 616 ، أي قبل الهجرة بوقت طويل ، فبين الحدثين فاصل يبلغ اثني عشر عاما [2] . * * * ثالثا : القرآن والكشوف الحديثة والميزة الثالثة التي سوف أدرسها في هذا الباب للإبانة عن صدق القرآن وحقيته ، هي أنه رغم نزول القرآن قبل قرون كثيرة من عصر العلوم الحديثة ، لم يتمكن أحد من اثبات أية أخطاء علمية فيه ، ولو أنه كان كلاما بشريا لكان هذا ضربا من المستحيل . * * * كانت بعثة لطلبة الصين تدرس بجامعة كاليفورنيا منذ بضع سنين ، وقد ذهب اثنا عشر من هؤلاء الطلبة إلى كاهن كنيسة بركلي طالبين منه أن ينظم لهم دراسة حول الدين المسيحي في أيام الأحد ، وقالوا له بكل صراحة : اننا غير راغبين في اعتناق المسيحية ، ولكننا نريد أن نعرف مدى تأثير هذا الدين على الحضارة الأمريكية ، واختار القسيس عالما في الرياضة والفلك ، هو البروفسور بيتر و . ستونر ، للتدريس لهؤلاء الشبان . وبعد أربعة أشهر من هذا الواقع اعتنقوا الدين المسيحي ! ! . أما الدوافع وراء هذا العمل المدهش ، فلنسمعها من الأستاذ نفسه : لقد كان السؤال الأول أمامي : ماذا أقول لهم عن الدين ؟ انهم لا يؤمنون بالإنجيل اطلاقا ، وتدريس الإنجيل على الطريقة التقليدية لن يأتي بفائدة ما ، وفي ذلك الوقت تذكرت أني أثناء دراستي كنت ألاحظ علاقة كبيرة بين العلوم الحديثة وسفر التكوين في الإنجيل ، ولذلك رأيت أن أعرض هذا الكلام امام هذه الجماعة من الشبان . وكنا ؟ أنا والطلبة ؟ نعرف بطبيعة الحال أن ما جاء في هذا الكتاب عن بدء الكون قد كتب قبل آلاف السنين من كشوف العلوم الحديثة عن الأرض والسماء ، وكنا نشعر
[1] المرجع السابق ، صع 73 74 . [2] أنظر : ؟ Encyclopaedia of Religion and Ethics 10 / ؟ 540 545 .
138
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 138