نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 136
الذي يسود السماء ساعتي الصباح والمساء ، يغيب حينا من الوقت لشدة شمس الظهيرة ، وهذا هو ما حدث بالنسبة إلى هرقل ، فقد تحول أرقاديوس [1] القصور إلى قيصر ميدان الحرب [2] فجأة ، واستطاع أن يستعيد مجد الروم خلال ست حروب شجاعة شنها ضد الفرس . وكان من واجب المؤرخين الروم أن يزيحوا الستار عن الحقيقة ، تبيانا لأسرار هذه اليقظة والنوم ، وبعد هذه القرون التي مضت يمكننا الحكم بأنه لم تكن هناك دوافع سياسية وراء هذه البطولة ، بل كانت نتيجة غريزة هرقل الذاتية ، فقد انقطع عن كافة الملذات ، حتى أنه هجر ابنة أخته مارتينا ؟ التي تزوجها لشدة هيامه بها ، رغم أنها كانت محرمة عليه [3] . * * * هرقل ؟ ذلك الملك الغافل الفاقد العزيمة ؟ وضع خطة عظيمة لقهر الفرس ، وبدأ في تجهيز العدة والعتاد ، ولكن رغم ذلك كله ، عندما خرج هرقل مع جنوده ، بدا لكثيرين من سكان القسطنطينية أنهم يرون آخر جيش في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية . وكان هرقل يعرف أن قوة الفرس البحرية ضعيفة ، ولذلك أعد بحريته للغارة على الفرس من الخلف . وسار بجيوشه عن طريق البحر الأسود إلى أرمينيا ، وشن على الفرس هجوما مفاجئا في نفس الميدان الذي هزم فيه الإسكندر جيوش الفرس ، لما زحف على أراضي مصر والشام . ولم يستطع الفرس مقاومة هذه الغارة المفاجئة ، فلاذوا بالفرار . وكان الفرس يملكون جيشا كبيرا في آسيا الصغرى ، ولكن هرقل فاجأهم بأساطيله مرة أخرى ، وأنزل بهم هزيمة فادحة ، وبعد احراز هذا النصر الكبير عاد هرقل إلى عاصمته القسطنطينية عن طريق البحر ، وعقد معاهدة مع الأفاريين ( Avars ) ، واستطاع بنصرتهم أن يسد سيل الفرس عن عاصمتهم . وبعد الحربين اللتين مر ذكرهما شن هرقل ثلاثة حروب أخرى ضد الفرس في سنوات 623 ، 624 ، 625 م . واستطاع أن ينفذ إلى أراضي العراق القديم ( ميسو بوتانيا ) عن طريق البحر الأسود ، واضطر الفرس إلى الانسحاب من جميع الأراضي الرومية ، نتيجة هذه الحروب ، وأصبح هرقل في مركز يسمح له بالتوغل في قلب الإمبراطورية
[1] أرقاديوس ( ؟ 377 408 م ) ، أحد أباطرة الرومان ، وهو الابن الأكبر لتيودوس الأول ، تولى العرش سنة 395 م . واشته بالجبن ؟ المراجع . [2] قيصر أو سيزار ( ؟ 144 101 ق . م . ) قائد وسيايس رومي عظيم . [3] ص ؟ ؟ 76 77 ، المجلد الخامس .
136
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 136