responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 124


كتابا ، يستحيل على الآخرين أن يكتبوا مثله ، أو خيرا منه . . فمن الممكن اصدار مثيل من أي عمل انسان في أي مجال ، ولكن حين يدعى أن هناك كلاما ليس في امكان البشر الاتيان بمثله ، ثم تخفق البشرى على مدى التاريخ في مواجهة هذا التحدي ، حينئذ يثبت تلقائيا أنه كلام غير انساني ، وانها كلمات صدرت عن صميم المنبع الإلهي Divineorigin ، وكل ما يخرج من المنبع الإلهي لا يمكن مواجهة تحدياته .
* * * وفي صفحات التاريخ بعض الوقائع ، غر أصحابها الغرور ، فانطلقوا يواجهون هذا التحدي .
وأولى هذه الوقائع ما حدث من الشاعر العربي لبيد بن ربيعة ، الشهير ببلاغة منطقه ، وفصاحة لسانه ، ورصانة شعره . فعندما سمع أن محمد يتحدى الناس بكلامه قال بعض الأبيات ردا على ما سمع ، وعلقها على باب الكعبة ، وكان التعليق على باب الكعبة امتيازا لم تدركه الا فئة قليلة من كبار شعراء العرب ، وحين رأى أحد المسلمين هذا أخذته العزة ، فكتب بعض آيات الكتاب الكريم ، وعلقها إلى جوار أبيات لبيد ، ومر لبيد بباب الكعبة في اليوم التالي ، ولم يكن قد أسلم بعد ، فأذهلته الآيات القرآنية ، حتى أنه صرخ من فوره قائلا : ( والله ما هذا بقول بشر ، وأنا من المسلمين ) [1] .



[1] هذا الخبر عن لبيد أورده المؤرخ ج . ساروار في كتابه Mohammad The Holy Prophet صع 488 كراتشي ، وهو على هذا النحو غير مسلم ، لأن لبيدا لم يسلم الا في السنة التاسعة للهجرة ، حين وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ضمن وفد كلاب ( أنظر : الطبقات الكبرى 6 / 33 ، وأيضا 1 / 300 ، ؟ ط بيروت ، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1 / ؟ 275 تحقيق الشيخ أحمد شاكر ) . وانما كان الذي حدث قريبا من هذا الذي ذكره المؤلف مع استبعاد رواية اسلامه ، فقد ذكر الحافظ أبو نعيم في الحلية 1 / 103 أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه كان في أول الاسلام يعيش في جوار الوليد بن المغيرة ، فلما رأى ما يحدث لإخوانه من أذى المشركين عز عليه أن يعذبوا دونه ، فرد جوار الوليد ، ثم مضى إلى الكعبة فوجد لبيد بن ربيعة في المجلس من قريش ينشدهم ، فجلس معهم عثمان ، فقال لبيد وهو ينشدهم : ( ألا كل شئ ما خلا الله باطل ) . . . . فقال عثمان : صدقت . فقال : ( وكل نعيم لا محالة زائل ) فقال عثمان : كذبت ، نعيم أهل الجنة لا يزول ، فقال لبيد : يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم ، فمتى حدث فيكم هذا ؟ إلى آخر الخبر ، ومفهوم هذا أن لبيدا قد بقي على جاهليته حتى أسلم سنة تسع ، ويذكر ابن قتيبة أنه لم يقل في اسلامه غير بيت واحد هو : الحمد لله إذ لم يأتني أجل * * * حتى كساني من الاسلام سربالا وقيل هو قوله : ما عاتب المرء الكريم كنفسه * * * والمرء يصلحه الجليس الصالح ( المراجع )

124

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست