نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 116
الشام ، فجيء بهم إلى ديوان القيصر ، وسألهم هرقل عمن كان أقربهم نسبا بالرسول ، فأجاب أبو سفيان : أنا أقربهم نسبا . ثم جرى حديث تاريخي هام بين هرقل وأبى سفيان ، نقتبس هنا منه شيئا : هرقل : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ . أبو سفيان : لا . هرقل : هل يغدر ؟ . أبو سفيان : لا ، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها . فقال هرقل : قد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ، ويكذب على الله . وعندما دار هذا الحديث لم يكن أبو سفيان قد آمن بالرسول بعد ، بل كان من خصومه ، الذين ألبوا عليه العرب ، وشنوا ضده الحروب ، وقال ، وهو يروي هذا الحديث : والله لولا الحياء من أن يأثروا على كذبا لكذبت عنه [1] . ان التاريخ على طوله لم يشهد رجلا أدلى خصومه بآراء مثالية عن سيرته وحياته مثلما أدلى به خصوم رسول الاسلام . ان هذا الواقع هو الآخر دليل في حد ذاته على حقيقة دعوة النبي العربي . وسوف أنقل هنا ما قاله الدكتور ليتز عن الرسول : انني لأجرؤ بكل أدب أن أقول : ان الله الذي هو مصدر ينابيع الخير والبركات كلها ، لو كان يوحي إلى عباده فدين محمد هو دين الوحي ، ولو كانت آيات الايثار ، والأمانة ، والاعتقاد الراسخ القوي ، ووسائل التمييز بين الخير والشر ، ودفع الباطل هي الشاهدة على الالهام ، فرسالة محمد هي هذا الالهام [2] . * * * لقد عانى محمد ( صلى علله عليه وسلم ) ، من صنوف الأذى ، وضروب العنت والاضطهاد عندما بدأ دعوته ، وحاربه قومه أشد الحرب وأقسامه ، فوضعوا في طريق مروره الأشواك ، وصبوا على جسمه الطاهر أكواما من النجاسة . . بل ووجدناه ذات مرة بينما كان يؤدي صلاته ، وإذا ( عقبة بن أبي معيط ) يلببه بردائه بشدة حتى وقع النبي على الأرض . . . ولكن هذه الاستفزازات لم تؤثر في مهمة النبي ، فاتبعوا معه أسلوبا آخر ، وذلك حين قاطعوه هو وعشيرته من بني هاشم ، وأجبروهم على أن يعتزلوا الناس ، فلجأوا إلى شعب بني
[1] صحيح البخاري : كيف كان بدء الوحي . [2] Life of Mohammad by Abul Fadl .
116
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 116