نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 236
فقال المغيرة : قد جَربت وجُربت وعملت قبلك لغيرك . فلم يزمني ، وستبلو فتحمد أو تذّم ، فقال له : بل نحمد إن شاء الله ( 1 ) . ولذلك نرى الآن يذكر في الكتب فضائل كثيرة للصحابة ، وأكثرها موضوعة ليس لها أيّ أصل من الصحّة ، ويكفي أن أكثر هذه الفضائل المنتحلة يوجد فيها الانتقاص من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لتعلم بطلانها ، ولكنّ الناس لا يتدبّرونها ، بل يذكرونها كما يذكرها مشايخهم ، مع العلم أنّ أصحاب هذه الفضائل لم يكونوا قد سمعوا بها على زمانها وقد رأينا ذلك من خلال الإفادات السابقة . لذلك عظم شأن الكثير من الصحابة وأصبح لهم هالة من القداسة والعظمة المفتعلة التي تمنع الكثيرين من أهل الخلاف بالتصريح بأي هفوة وإن كانت صغيرة ، فكيف بعظائم الأُمور وفدائح الخطوب ! ! وكتب التاريخ والحديث والسير مليئة بالكثير من مثالبهم ، من أجل ذلك ترى أنّ علماءهم يمنعونهم من مطالعة كتب التاريخ والسير لأنّها مليئة بمثل هذه الأُمور التي تسيء للصحابة ، وتظهر مخالفتهم الصريحة لنصوص القرآن والسنّة النبويّة المطهّرة ، وعندما تواجه بعض هؤلاء الأشخاص وتذكر بعض مخالفات الأصحاب ،
1 - تاريخ الطبري 4 : 188 .
236
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 236