responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة    جلد : 1  صفحه : 124


وفي أُمور كنت أرى أنّ النصوص الواردة هي اجتهادات من رسول الله ، قد اجتهد فيها لمصلحة ، فإذا رأيت مصلحة في مخالفتها اجتهدت بمخالفة تلك النصوص ، مثل منع الرسول من كتابة كتاب يعصم الناس من الضلالة ، وهو على فراش الموت ، وكنت أعلم أنّه سيوصي لعلي بناءً على المقدّمات والنصوص الكثيرة الموجودة ; لأنّ قريشاً تكره أن تكون النبوّة والخلافة في بني هاشم .
وتوجد اجتهادات اتخذتها وهي آنيّة لظرف حصل في وقتي ، ولكن الناس قد اتخذوها سنّة من بعدي وليس هذا ذنبي ، مثل صلاة التراويح والمتعتين ، فقد حرّمت المتعة من أجل قصة معروفة ، وهي قصة عمرو بن حريث ولم يكن تحريمي أبدياً أو بنصّ قد علمته وجهله كلّ الصحابة ( 1 ) .


1 - صحيح مسلم 4 : 131 ، كتاب النكاح ، باب نكاح المتعة . بقي أن نقول للذين يجعلون من معارضتك لكتاب الله وسنّة رسوله ، يجعلون ذلك من مفاخرك ومناقبك التي يمدحونك لأجلها ، والذين يلتمسون لذلك أعذاراً وتأويلات لا يقبلها عقل ولا منطق ، وإلاّ كيف تكون معارضتك لكتاب الله وسنّة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من المجتهدين والله يقول في كتابه الله العزيز : * ( وَما كانَ لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إِذا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) * الأحزاب : 36 . فقد ربط الله عزّ وجلّ إرادته بإرادة رسوله وجعلهما واحدة ، أي : من يعص الرسول فقد عصى الله . وهذا واضح ولكن * ( لا تَعْمَى الأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) * الحجّ : 46 . قال تعالى : * ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) * ، * ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ) * ، * ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) * المائدة : 44 - 45 - 47 . ثمّ كيف يدافعون عنك ويقولون : إنّك قد رأيت مصلحة في مخالفة ما أمر به الرسول وقد جاء في الحديث الذي ذكره البخاري : " ما كان النبيّ يسأل ممّا لم ينزل عليه الوحي فيقول : لا أدري ، أو لم يُجب حتى ينزل عليه الوحي " صحيح البخاري 8 : 148 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب ما يذكر من ذمّ الرأي وتكلف القياس . ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى : * ( بما أراك الله ) * ، وقد قال العلماء قولا واحداً : " إنّه من قال في كتاب الله برأيه فقد كفر " وهذا بديهي من خلال الآيات المحكمات ومن خلال أقوال وأفعال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فكيف ننسى هذه القاعدة إذا تعلق الأمر بك أو بأحد الصحابة أو أحد أصحاب المذاهب الأربعة فقط ، فيصبح القول بالرأي في معارضة أحكام الله اجتهاداً يؤجر عليه صاحبه أجراً إن أخطأ ، وأجران إن أصاب ؟ ! فهل أن الله قد أنزل ديناً ناقصاً وترك لكم أن تكملوه معاذ الله ، فقد قال الله تعالى في سورة المائدة : * ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً ) * المائدة : 3 .

124

نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست