responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 619


يزالون يفعلون به كذلك إلى أن يتلاشى . ومن هذا التراب يصنعون أواني الفخار ذكر ما خصوا به من إحكام الصناعات وأهل الصين أعظم الأمم إحكاماً للصناعات وأشدهم إتقاناً فيها وذلك مشهور من حالهم قد وصفه الناس في تصانيفهم فأطنبوا فيه وأما التصوير فلا يجاريهم أحد في إحكامه من الروم ولا من سواهم . فإن لهم فيه اقتداراً عظيماً . ومن عجيب ما شاهدت لهم من ذلك أني ما دخلت قط مدينة من مدنهم ثم عدت إليها إلا ورأيت صورتي وصور أصحابي منقوشة في الحيطان والكواغد موضوعة في الأسواق .
ولقد دخلت إلى مدينة السلطان فمررت على سوق النقاشين ووصلت إلى قصره مع أصحابي ونحن على زي العراقيين . فلما عدت من القصر عشياً مررت بالسوق المذكورة فرأيت صورتي وصور أصحابي منقوشة في كاغد قد ألصقوه بالحائط . فجعل الواحد منا ينظر إلى صورة صاحبه لا تخطئ شيئاً من شبهه .
وذكر لي أن السلطان أمرهم بذلك وأنهم أتوا إلى قصره ونحن به فجعلوا ينظرون إلينا ويصورون صورنا ونحن لم نشعر بذلك وتلك عادة لهم في تصوير كل من يمر بهم . وتنتهي حالهم في ذلك إلى أن الغريب إذا فعل ما يوجب فراره عنهم بعث صورته إلى البلاد وبحث عنه . فحيثما وجد شبه تلك الصورة أخذ . قال ابن جزي : هذا مثل ما حكاه أهل التأريخ من قضية سابور ذي الأكتاف ملك الفرس حين دخل إلى بلاد الروم متنكراً وحضر وليمة صنعها ملكهم وكانت صورته على بعض الأواني فنظر إليها بعض خدام قيصر فانطبعت على صورة سابور . فقال لملكه : إن هذه الصورة تخبرني أن كسرى معنا في هذا المجلس . فكان الأمر على ما قاله وجرى فيه ما هو مسطور في الكتب .

619

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست