نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 614
كباراً كالصواري يجتمع على المجذاف منها ثلاثون رجلاً أو نحوها ويقومون قياماً صفين كل صف يقابل الآخر . وفي المجذاف حبلان عظيمان كالطوابيس . فتجذف إحدى الطائفتين الحبل ثم تتركه وتجذف الطائفة الأخرى . وهم يغنون عند ذلك بأصواتهم الحسان وأكثر ما يقولون : لعلى لعلى . وأقمنا على ظهر هذا البحر سبعة وثلاثين يوماً وعجبت البحرية من التسهيل فيه فإنهم يقيمون فيه خمسين يوماً إلى أربعين وهي أنهى ما يكون التيسير عليهم . ثم وصلنا إلى بلاد طوالسي وهي [1] وملكها هو المسمى بطوالسي . وهي بلاد عريضة وملكها يضاهي ملك الصين . وله الجنوك الكثيرة يقاتل بها أهل الصين حتى يصالحوه على شيء . وأهل هذه البلاد عبدة أوثان حسان الصور أشبه الناس بالترك في صورهم والغالب على ألوانهم الحمرة ولهم شجاعة ونجدة . ونساؤهم يركبن الخيل ويحسن الرماية ويقاتلن كالرجال سواء . وأرسينا من مراسيهم بمدينة كيلوكري [2] وهي من أحسن مدنهم وأكبرها وكان يسكن بها ابن ملكهم . فلما أرسينا بالمرسى جاءت عساكرهم ونزل الناخوذة إليهم ومعه هدية لابن الملك فسألهم عنه فأخبروه أن أباه ولاه بلداً غيرهم وولى بنته بتلك المدينة واسمها أردجا [3] . ذكر هذه الملكة ولما كان في اليوم الثاني من حلولنا بمرسي كيلوكري استدعت هذه الملكة الناخوذة صاحب المركب والكراني وهو الكاتب والتجار والرؤساء والتنديل وهو مقدم الرجال وسباه سالار وهو مقدم الرماة لضيافة صنعتها لهم على عادتها . ورغب الناخوذة مني أن أحضر معهم . فأتيت لأنهم كفار لا يجوز أكل طعامهم . فلما حضروا عندها قالت لهم : هل بقي أحد منكم لم يحضر فقال لها الناخوذة : لم يبق إلا رجل واحد بخشي وهو