responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 599


جمال الدين وبأن زوجتي التي تركتها حاملاً ولدت ولداً ذكراً فخطر لي السفر إلى الجزائر . وتذكرت العداوة التي بيني وبين الوزير عبد الله ففتحت المصحف فخرج لي " تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا " فاستخرت الله وسافرت . فوصلت بعد عشرة أيام إلى جزائر ذيبة المهل ونزلت منها بكنلوس . فأكرمني واليها عبد العزيز المقدوشاوي وأضافني وجهز لي كندرة . ووصلت بعد ذلك إلى هللي وهي الجزيرة التي تخرج السلطانة وأخواتها إليها برسم التفرج والسباحة ويسمون ذلك التتجر . ويلعبون في المراكب ويبعث لها الوزراء والأمراء بالهدايا والتحف متى كانت بها . وجدت بها أخت السلطانة وزوجها الخطيب محمد ابن الوزير جمال الدين وأمها التي كانت زوجتي . فجاء الخطيب إلي وأتوا بالطعام . ومر بعض أهل الجزيرة إلى الوزير عبد الله فأعلموه بقدومي . فسأل عن حالي وعمن قدم معي . وأخبر أني جئت برسم حمل ولدي وكان سنه نحو عامين . وأتته أمه تشكو من ذلك . فقال لها : أنا لا أمنعه من حمل ولده . وصادرني في دخول الجزيرة وأنزلني بدار تقابل برج قصره ليتطلع على حالي . وبعث إلي بكسوة كاملة وبالتنبول وماء الورد على عادتهم . وجئت بثوبي حرير للرمي عند السلام فأخذوهما ولم يخرج الوزير إلي ذلك اليوم .
وأتي إلي بولدي فظهر لي أن إقامته معهم خير له . فرددته إليهم وأقمت خمسة أيام وظهر لي أن تعجيل السفر أولى . فطلبت الإذن في ذلك فاستدعاني الوزير ودخلت عليه وأتوني بالثوبين اللذين أخذوهما مني فرميتهما عند السلام على العادة . وأجلسني إلى جانبه وسألني عن حالي وأكلت معه الطعام وغسلت يدي معه في الطست وذلك شيء لا يفعله مع أحد . وأتوا بالتنبول وانصرفت وبعث إلي بأثواب وبساتي من الودع وأحسن في أفعاله وأجمل . وسافرت فأقمنا على ظهر البحر ثلاثاً وأربعين ليلة ثم وصلنا إلى بلاد

599

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست