نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 587
هذه القرود لها مقدم تتبعه كأنه سلطان يشد على رأسه عصابة من أوراق الأشجار يتوكأ على عصا ويكون عن يمينه ويساره أربعة من القرود ولها عصي بأيديها . وأنه إذا جلس القرد المقدم تقف القرود الأربعة على رأسه : وتأتي أنثاه وأولاده فتقعد بين يديه كل يوم وتأتي القرود فتقعد على بعد منه . ثم يكلمها أحد القرود الأربعة فتنصرف القرود كلها . ثم يأتي كل فرد منها بموزة أو ليمونة أو شبه ذلك فيأكل القرد المقدم وأولاده والقرود الأربعة . وأخبرني بعض الجوكية أنه رأى القرود الأربعة بين يدي مقدمها وهي تضرب بعض القرود بالعصي ثم نتفت وبره بعد ضربه . وذكر لي الثقات أنه إذا ظفر قرد من هذه القرود بصبية لا تستطيع الدفاع عن نفسها جامعها . وأخبرني بعض أهل هذه الجزيرة أنه كان بداره قرد منها فدخلت بنت له بعض البيوت فدخل عليها فصاحت به فغلبها قال : ودخلنا عليها وهو بين رجليها فقتلناه . ثم كان رحيلنا إلى خور الخيزران . ومن هذا الخور أخرج أبو عبد الله بن خفيف الياقوتتين اللتين أعطاهما لسلطان هذه الجزيرة حسبما ذكرناه في السفر الأول . ثم رحلنا إلى موضع يعرف ببيت العجوز وهو آخر العمارة . ثم رحلنا إلى مغارة بابا طاهر وكان من الصالحين ثم رحلنا إلى مغارة السبيك [1] وكان السبيك من سلاطين الكفار وانقطع للعبادة هنالك . ذكر العلق الطيار وبهذا الموضع رأينا العلق الطيار ويسمونه الزلو [2] ويكون بالأشجار والحشائش التي تقرب من الماء . فإذا قرب الإنسان منه وثب عليه . فحيثما وقع من جسده خرج منه الدم الكثير . والناس يعدون له الليمون يعصرونه عليه فيسقط عنهم . ويجردون الموضع الذي يقع عليه بسكين خشب معه لذلك .