responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 584


أن يسافروا . فإن سلطان المعبر بيني وبينه الصحبة ثم أمر بإنزالي فأقمت عدة ثلاثة أيام في إكرام عظيم متزايد في كل يوم . وكان يفهم اللسان الفارسي ويعجبه ما أحدثه به عن الملوك والبلاد . ودخلت عليه يوماً وعنده جواهر كثيرة أتى بها من مغاص الجوهر الذي ببلاده وأصحابه يميزون النفيس منها من غيره .
فقال لي : هل رأيت مغاص الجوهر في البلاد التي جئت منها فقلت له : نعم رأيته بجزيرة قيس وجزيرة كش التي لابن السواملي . فقال : سمعت بها ثم أخذت منه حبات . فقال : أيكون في تلك الجزيرة مثل هذه فقلت له : رأيت ما هو دونها . فأعجبه ذلك . وقال : هي لك . وقال لي : لا تستحي واطلب مني ما شئت . فقلت له : ليس مرادي منذ وصلت هذه الجزيرة إلا زيارة القدم الكريمة قدم آدم عليه السلام وهم يسمونه " بابا " ويسمون حواء " ماما " . قال : هذا هين . نبعث معك من يوصلك . فقلت : ذلك أريد . ثم قلت له : وهذا المركب الذي جئت به يسافر آمنا إلى المعبر وإذا عدت أنا بعثتني في مراكبك . فقال نعم . فلما ذكرت ذلك لصاحب المركب قال لي : لا أسافر حتى تعود ولو أقمت سنة بسببك . فأخبرت السلطان بذلك . فقال : يقيم في ضيافتي حتى تعود . فأعطاني دولة يحملها عبيده على أعناقهم وبعث معي أربعة من الجوكية الذين عادتهم السفر كل عام إلى زيارة القدم وثلاثة من البراهمة وعشرة من سائر أصحابه . وخمسة عشر رجلاً يحملون الزاد . وأما الماء فهو بتلك الطريق كثير . ونزلنا ذلك اليوم على واد جزناه في معدية مصنوعة من قصب الخيزران ثم رحلنا من هنالك إلى منار مندلي [1] مدينة حسنة هي آخر عمالة السلطان . أضافنا أهلها ضيافة حسنة . وضيافتهم عجول الجواميس يصطادونها بغابة هنالك . ويأتون بها أحياء ويأتون بالأرز والسمن والحوت والدجاج واللبن .



[1] وضبط ذلك بفتح الميم والنون وألف وراء مسكنة وميم مفتوح ونون مسكن ودال مهمل مفتوح ولام مكسور وياء

584

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 584
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست