responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 582


أحدهما كبير فيه اللبن والآخر صغير لا لبن فيه .
فعجبت من شأنهن ووصلنا إلى جزيرة من تلك الجزائر ليس بها إلا دار واحدة فيها رجل حائك له زوجة وأولاد ونخيلات نارجيل وقارب صغير يصطاد فيه السمك . ويسير إلى حيث أراد من الجزائر . وفي جزيرته أيضاً شجيرات موز . ولم نر فيها من طيور البر غير غرابين خرجا إلينا لما وصلنا الجزيرة وطافا بمركبنا . فغبطت والله ذلك الرجل وودت أن لو كانت تلك الجزيرة لي فانقطعت فيها إلى أن يأتيني اليقين . ثم وصلت إلى جزيرة ملوك حيث المركب الذي للناخوذة إبراهيم وهو الذي عزمت على الرحيل فيه إلى المعبر . فجاء إلي ومعه أصحابه وأضافوني ضيافة حسنة . وكان الوزير قد كتب لي أن أعطي بهذه الجزيرة مائة وعشرين بستوا من الكودة وهي الودع وعشرين قدحاً من الأطوان وهي عسل النارجيل وعدداً معلوماً من التنبول والفوفل والسمك في كل يوم . وأقمت بهذه الجزيرة سبعين يوماً وتزوجت بها امرأتين . وهي من أحسن الجزائر خضرة نضرة رأيت من عجائبها أن الغصن ينقطع من شجرها ويركز على الأرض أو الحائط فيورق ويصير شجرة . ورأيت الرمان بها لا يقتطع له ثمر بطول أيام السنة .
وخاف أهل هذه الجزيرة من الناخوذة إبراهيم أن ينهبهم عند سفره فأرادوا إمساك ما في مركبه من السلاح حتى يوم سفره فوقعت المشاجرة بسبب ذلك وعدنا إلى المهل ولم ندخلها .
وكتبت إلى الوزير معلماً بذلك فكتب أن لا سبيل لأخذ السلاح . وعدنا إلى ملوك وسافرنا منها في نصف ربيع الثاني عام خمسة وأربعين . وفي شعبان من هذه السنة توفي الوزير جمال الدين رحمه الله . وكانت السلطانة حاملاً منه فولدت إثر وفاته وتزوجها الوزير عبد الله .
وسافرنا ولم يكن معنا رئيس عارف . ومسافة ما بين الجزائر والمعبر

582

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 582
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست