responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 572


ورحلنا عنهم فنزلنا في اليوم السادس بجزيرة عثمان وهو رجل فاضل من خيار الناس فأكرمنا وأضافنا . وفي اليوم الثامن نزلنا بجزيرة الوزير يقال له التلمذي . وفي اليوم العاشر وصلنا إلى جزيرة المهل حيث السلطانة وزوجها . وأرسينا بمرساها . وعادتهم أن لا ينزل أحد من المرسى إلا بإذنهم . فأذنوا لنا بالنزول وأردت التوجه إلى بعض المساجد فمنعني الخدام الذين بالساحل وقالوا : لا بد من الدخول إلى الوزير .
وكنت أوصيت الناخوذة أن يقول إذا سئل عني : لا أعرفه خوفاً من إمساكهم إياي . ولم أعلم أن بعض أهل الفضول قد كتب إليهم معرفاً بخبري وأني كنت قاضياً بدهلي فلما وصلت إلى الدار وهو المشور ونزلنا في سقائف على الباب الثالث منه وجاء القاضي عيسى اليمني فسلم علي وسلمت على الوزير وجاء الناخوذة إبراهيم بعشرة أثواب فخدم لجهة السلطانة ورمى بثوب منها ثم خدم للوزير ورمى بثوب آخر ورمى بجميعها وسئل عني فقال : لا أعرفه . ثم أخرجوا التنبول وماء الورد وذلك هو الكرامة عندهم وأنزلنا بدار وبعث إلينا الطعام وهو قصعة كبيرة فيها الأرز وتدور بها صحاف فيها اللحم الخليع والدجاج والسمن والسمك . ولما كان بالغد مضيت مع الناخوذة والقاضي عيسى اليمني لزيارة زاوية في طرف الجزيرة عمرها الشيخ الصالح نجيب وعدنا ليلاً . وبعث الوزير إلي صبيحة تلك الليلة كسوة وضيافة فيها الأرز والسمن والخليع وجوز النارجيل والعسل المصنوع منها وهم يسمونه القرباني [1] ومعنى ذلك ماء السكر . وأتوا بمائة ودعة للنفقة . وبعد عشرة أيام قدم مركب من سيلان فيه فقراء من العرب والعجم يعرفونني . فعرفوا خدام الوزير بأمري فزاد اغتباطي . وبعث عني عند استهلال رمضان فوجدت الأمراء والوزراء . وأحضر الطعام في موائد يجتمع على المائدة طائفة .
فأجلسني الوزير إلى جانبه ومعه القاضي عيسى



[1] بضم القاف وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وألف ونون وياء

572

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست