responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 556


لكنها لا سنداس فيها . وعسى أن تمكن معاوضتها . فأمرت أصحابي فأوسقوا ما عندي من المتاع وصعد العبيد والجواري إلى الجنك وذلك في يوم الخميس . وأقمت لأصلي الجمعة وألحق بهم .
وصعد الملك سنبل وظهير الدين مع الهدية . ثم إن فتى لي يسمى بهلال أتاني غدوة الجمعة فقال : إن المصرية التي أخذناها بالجنك ضيقة لا تصلح فذكرت ذلك للناخوذة فقال : ليس في ذلك حيلة فإن أحببت أن تكون في الككم ففيه المصاري على اختيارك . فقلت : نعم . وأمرت أصحابي فنقلوا الجواري والمتاع إلى الككم . واستقروا به قبل صلاة الجمعة . وعادة هذا البحر أن يشتد هيجانه كل يوم بعد العصر فلا يستطيع أحد ركوبه . وكانت الجنوك قد سافرت ولم يبق منها إلا الذي فيه الهدية وجنك عزم أصحابه على أن يشتوا بفندرينا والككم المذكور فبتنا ليلة السبت على الساحل لا نستطيع الصعود إلى الككم ولا يستطيع من فيه النزول إلينا .
ولم يكن بقي معي إلا بساط أفترشه . وأصبح الجنك والككم يوم السبت على بعد من المرسى .
ورمى البحر بالجنك الذي كان أهله يريدون فندرينا فتكسر . ومات بعض أهله وسلم بعضهم وكانت فيه جارية لبعض التجار عزيزة عليه فرغب في إعطاء عشرة دنانير ذهباً لمن يخرجها .
وكانت قد التزمت خشبة في مؤخر الجنك . فانتدب لذلك بعض البحرية الهرمزيين فأخرجها .
وأبى أن يأخذ الدنانير وقال : إنما فعلت ذلك لله تعالى . ولما كان الليل رمى البحر بالجنك الذي كانت فيه الهدية فمات جميع من فيه . ونظرنا عند الصباح إلى مصارعهم ورأيت ظهير الدين قد انشق رأسه وتناثر دماغه والملك سنبل قد ضرب مسمار في أحد صدغيه ونفذ من الآخر . وصلينا عليهما ودفناهما . ورأيت الكافر سلطان قالقوط في وسطه شقة بيضاء كبيرة قد لفها من سرته إلى ركبته وفي رأسه عمامة صغيرة وهو حافي القدمين والشطر بيد غلام فوق رأسه والنار توقد بين يديه في الساحل وزبانيته يضربون الناس

556

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست