responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 544


نظرنا صاح صيحة عظيمة فسقطت عند صياحه جوزة من جوز النارجيل بين يديه ودفعها لنا . فعجبنا من ذلك ودفعنا له دنانير ودراهم فلم يقبلها .
وأتيناه بزاد فرده . وكانت بين يديه عباءة من صوف الجمال مطروحة فقلبتها بيدي فدفعها لي .
وكانت بيدي سبحة زيلع فقلبها في يدي فأعطيته إياها ففركها بيده وشمها وقبلها وأشار إلى السماء ثم إلى سمت القبلة . فلم يفهم أصحابي إشارته ففهمت أنا عنه أنه أشار أنه مسلم يخفي إسلامه من أهل تلك الجزيرة ويتعيش من تلك الجوز . ولما ودعناه قبلت يده . فأنكر أصحابي ذلك . ففهم إنكارهم . فأخذ يدي وقبلها وتبسم وأشار لنا بالانصراف فانصرفنا .
وكنت آخر أصحابي خروجاً فجذب ثوبي فرددت رأسي إليه . فأعطاني عشرة دنانير . فلما خرجنا عنه قال لي أصحابي : لم جذبك فقلت لهم : أعطاني هذه الدنانير وأعطيت لظهير الدين ثلاثة منها ولسنبل ثلاثة وقلت لهما : الرجل مسلم ألا ترون كيف أشار إلى السماء يشير إلى أنه يعرف الله تعالى وأشار إلى القبلة يشير إلى معرفة الرسول عليه السلام وأخذه السبحة يصدق ذلك . فرجعا لما قلت لهما ذلك إليه فلم يجداه . وسافرنا تلك الساعة . وبالغد وصلنا إلى مدينة هنور [1] وهي على خور كبير تدخله المراكب الكبار . والمدينة على نصف ميل من البحر . وفي أيام البشكال وهو المطر يشتد هيجان هذا البحر وطغيانه فيبقى مدة أربعة أشهر لا يستطيع أحد ركوبه إلا للتصيد فيه . وفي يوم وصولنا إليها جاءني أحد الجوكية من الهنود في خلوة وأعطاني ستة دنانير وقال لي : البرهمي بعثها إليك يعني الجوكي الذي أعطيته السبحة . وأعطاني الدنانير فأخذتها منه وأعطيته ديناراً منها فلم يقبله وانصرف . وأخبرت صاحبي بالقضية وقلت لهما : إن شئتما فخذا نصيبكما منها فأبيا وجعلا يعجبان من شأنه . وقالا لي : إن الدنانير الستة التي أعطيتنا إياها جعلنا معها مثلها وتركناها بين الصنمين حيث وجدناها . فطال عجبي من أمره واحتفظت بتلك



[1] وضبط اسمها بكسر الهاء وفتح النون وسكون الواو وراء

544

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست