responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 402


ذكر لي بعض حكمائهم أنه سمي هفت جوش [1] ومعنى ذلك سبعة معادن وأنه مؤلف منها .
وقد جلي من هذا العمود مقدار السبابة ولذلك المجلو منه بريق عظيم ولا يؤثر فيه الحديد .
وطوله ثلاثون ذراعاً وأدرنا به عمامة فكان الذي أحاط بدائرته منها ثماني أذرع . وعند الباب الشرقي من أبواب المسجد صنمان كبيران جداً من النحاس مطروحان بالأرض وقد ألصقا بالحجارة ويطأ عليها كل داخل إلى المسجد أو خارج منه .
وكان موضع هذا المسجد بدخانة وهو بيت الأصنام فلما افتتحت جعل مسجداً وفي الصحن الشمالي من المسجد الصومعة التي لا نظير لها في بلاد الإسلام . وهي مبنية بالحجارة الحمر خلافاً لحجارة سائر المسجد فإنها بيض . وحجارة الصومعة منقوشة وهي سامية الارتفاع وفحلها من الرخام الأبيض الناصع وتفافيحها من الذهب الخالص وسعة ممرها بحيث تصعد فيه الفيلة .
حدثني من أثق به أنه رأى الفيل حين بنيت يصعد بالحجارة إلى أعلاها . وهي من بناء السلطان معز الدين ناصر الدين ابن السلطان غياث الدين بلبن . وأراد السلطان قطب الدين أن يبنى بالصحن الغربي صومعة أعظم منها فبنى مقدار الثلث منها واخترم دون تمامها . وأراد السلطان محمد إتمامها ثم ترك ذلك تشاؤماً .
وهذه الصومعة من عجائب الدنيا في ضخامتها وسعة ممرها بحيث تصعده ثلاثة من الفيلة متقارنة . وهذا الثلث المبني مساوٍ لارتفاع جميع الصومعة التي ذكرنا أنها بالصحن الشمالي .
وصعدتها مرة فرأيت معظم دور المدينة وعاينت الأسوار على ارتفاعها وسموها منحطة وظهر لي الناس في أسفلها كأنهم الصبيان الصغار . ويظهر



[1] بفتح الهاء وسكون الفاء وتاء معلوة وجيم مضموم وآخره شين معجم

402

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست