responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 364


وأنه قدم برسم بابه فاخترم دون ذلك فلما بلغ الخبر إلى الملك أمر أن يبعث إلى أولاده عدد من آلاف الدنانير لا أذكره الآن وأمر أن يعطى لأصحابه ما كان يعطى لهم لو وصلوا معه وهو بقيد الحياة . ولملك الهند في كل بلد من بلاده صاحب الخبر يكتب له بكل ما يجري في ذلك البلد من الأمور وممن يرد عليه من الواردين . وإذا أتى الوارد كتبوا من أي البلاد ورد وكتبوا اسمه ونعته وثيابه وأصحابه وخيله وخدامه وهيئته من الجلوس والمأكل وجميع شؤونه وتصرفاته وما يظهر منه من فضيلة أو ضدها فلا يصل الوارد إلى الملك إلا وهو عارف بجميع حاله فتكون كرامته على مقدار ما يستحقه . وسافرنا من سمرقند فاجتزنا ببلدة نسف . وإليها ينسب أبو حفص عمر النسفي مؤلف كتاب المنظومة في المسائل الخلافية بين الفقهاء الأربعة رضي الله عنهم ثم وصلنا إلى مدينة ترمذ التي ينسب إليها الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي مؤلف الجامع الكبير في السنن . وهي مدينة كبيرة حسنة العمارة والأسواق تخترقها الأنهار . وبها البساتين الكثيرة والعنب والسفرجل بها متناهي الطيب واللحوم بها كثيرة وكذلك الألبان .
وأهلها يغسلون رؤوسهم في الحمام باللبن عوضاً عن الطفل . ويكون عند كل صاحب حمام أوعية كبار مملوءة لبناً . فإذا دخل الرجل الحمام أخذ منها في إناء صغير فغسل رأسه وهو يرطب الشعر ويصقله . وأهل الهند يجعلون في رؤوسهم زيت السمسم ويسمونه الشيرج ويغسلون الشعر بعده بالطفل فينعم الجسم ويصقل الشعر ويطيله . وبذلك طالت لحى أهل الهند ومن سكن معهم . وكانت مدينة ترمذ القديمة مبنية على شاطئ جيحون فلما خربها تنكيز بنيت هذه الحديثة على ميلين من النهر . وكان نزولنا بها بزاوية الشيخ الصالح عزيزان من كبار المشايخ وكرمائهم كثير المال والرباع والبساتين ينفق على الوارد والصادر من ماله .

364

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست