responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 353


مطراناً يابسة عنده فبلها بالماء وفصد فرسه وملأها بدمه وعقدها وشواها بالنار فكانت طعامه . فعاد إلى أطرار فأخبر عاملها بأمرهم وأعلمه أن لا طاقة لأحد بقتالهم . فاستمد مليكه جلال الدين فأمده بستين ألفاً زيادة على من كان عنده من العساكر . فلما وقع القتال هزمهم تنكيز ودخل مدينة أطرار بالسيف فقتل الرجال وسبى الذراري وأتى جلال الدين بنفسه لمحاربته فكانت بينهم وقائع لا يعلم في الاسلام مثلها . وآل الأمر إلى أن تملك تنكيز ما وراء النهر وخرب بخارى وسمرقند وترمذ وعبر النهر وهو نهر جيحون إلى مدينة بلخ فتملكها ثم إلى الياميان " الباميان " فتملكها وأوغل في بلاد خراسان وعراق العجم . فثار عليه المسلمون في بلخ وفي ما وراء النهر . فكر عليهم ودخل بلخ ثم فعل مثل ذلك في ترمذ فخربت ولم تعمر بعد لكن بنيت مدينة على ميلين منها هي التي تسمى اليوم ترمذ . وقتل أهل الياميان " الباميان " وهدمها بأسرها إلا صومعة جامعها وعفا عن أهل بخارى وسمرقند ثم عاد بعد ذلك إلى العراق . وانتهى أمر التتر حتى دخلوا حضرة الاسلام ودار الخلافة بغداد بالسيف وذبحوا الخليفة المستعصم بالله العباسي رحمه الله .
قال ابن جزي : أخبرنا شيخنا قاضي القضاة أبو البركات ابن الحاج أعزه الله قال : سمعت الخطيب أبا عبد الله ابن رشيد يقول : لقيت بمكة نور الدين بن الزجاج من علماء العراق ومعه ابن أخ له فتفاوضنا الحديث فقال لي : هلك في فتنة التتر بالعراق أربعة وعشرون ألف رجل من أهل العلم ولم يبق منهم غيري وغير ذلك وأشار إلى ابن أخيه .
قال ونزلنا من بخارى بربضها المعروف بفتح أباد حيث قبر الشيخ العالم العابد الزاهد سيف الدين الباخرزي وكان من كبار الأولياء . وهذه الزاوية المنسوبة لهذا الشيخ حيث نزلنا عظيمة لها أوقاف ضخمة يطعم منها الوارد والصادر وشيخها من ذريته وهو الحاج السياح يحيى الباخرزي . وأضافني هذا الشيخ بداره وجمع وجوه أهل المدينة وقرأ القراء بالأصوات الحسان

353

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست