نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 332
ضيافة تبعث إلي بالفرسين والثلاثة وبالغنم . فكنت أترك الخيل لأذبحها . وكان من معي من الغلمان والخدم يأكلون مع أصحابنا الأتراك فاجتمع لي نحو خمسين فرساً . وأمرت لي الخاتون بخمسة عشر فرساً وأمرت وكيلها ساروجة الرومي أن يختارها سماناً من خيل المطبخ . وقالت : لا تخف فإن احتجت إلى غيرها زدناك . ودخلنا البرية في منتصف ذي القعدة . فكان سيرنا من يوم فارقنا السلطان إلى أول البرية تسعة عشر يوماً وإقامتنا خمسة . ورحلنا من هذه البرية ثمانية عشر يوماً مضحى ومعشى وما رأينا إلا خيراً والحمد لله . ثم وصلنا بعد ذلك إلى حصن مهتولي وهو أول عمالة الروم [1] وكانت الروم قد سمعت بقدوم هذه الخاتون على بلادها فوصلنا إلى هذا الحصن فاستقبلنا كفالي نقوله الرومي في عسكر عظيم وضيافة عظيمة . وجاءت الخواتين والدايات من دار أبيها ملك القسطنطينية . وبين مهتولي والقسطنطينية مسيرة اثنين وعشرين يوماً منها ستة عشر يوماً إلى الخليج وستة منه إلى القسطنطينية . ولا يسافر من هذا الحصن إلا بالخيل والبغال وتترك العربات به لأجل الوعر والجبال . وجاء كفالي المذكور ببغال كثيرة وبعثت إلي الخاتون بستة منها وأوصت أمير ذلك الحصن بمن تركته من أصحابي وغلماني مع العربات والأثقال فأمر لهم بدار . ورجع الأمير بيدرة بعساكره لم يسافر مع الخاتون إلا ناسها وتركت مسجدها بهذا الحصن وارتفع حكم الأذان . وكان يؤتى إليها بالخمور في الضيافة فتشربها وبالخنازير وأخبرني بعض خواصها أنها أكلتها . ولم يبق معها من يصلي إلا بعض الأتراك كان يصلي معنا . وتغيرت البواطن لدخولنا في بلاد الكفر ولكن الخاتون أوصت الأمير كفالي بإكرامي . ولقد ضرب مرة بعض مماليكه لما ضحك من صلاتنا . ثم وصلنا حصن مسلمة بن عبد الملك وهم بسفح جبل على نهر زخار يقال له : اصطقيلي ولم يبق من هذا الحصن إلا آثاره وبخارجه قرية كبيرة . ثم