responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 329


العهد ويخدم له ثم يقوم أبناء الملوك ويغنون أثناء ذلك بالموالية . وكانت قد نصبت قبة كبيرة أيضاً إزاء المسجد للقاضي والخطيب والشريف وسائر الفقهاء والمشايخ وأنا معهم فأوتينا بموائد الذهب والفضة يحمل كل واحدة أربعة من كبار الأتراك . ولا يتصرف في ذلك اليوم بين يدي السلطان إلا الكبار فيأمرهم برفع ما أراد من الموائد إلى من أراد . فكان من الفقهاء من أكل ومنهم من تورع عن الأكل في موائد الفضة والذهب . ورأيت مد البصر عن اليمين والشمال من العربات عليها روايا القمز . فأمر السلطان بتفريقها على الناس . فأتوا إلي بعربة منها فأعطيتها لجيراني من الأتراك . ثم أتينا المسجد تنتظر صلاة الجمعة فأبطأ السلطان . فمن قائل : إنه لا يأتي . لأن السكر قد غلب عليه ومن قائل : إنه لا يترك الجمعة . فلما كان بعد تمكن الوقت أتى وهو يتمايل فسلم على السيد الشريف وتبسم له وكان يخاطبه بآطا وهو الأب بلسان التركية . ثم صلينا الجمعة وانصرف الناس إلى منازلهم . وانصرف السلطان إلى الباركة فبقى على حاله إلى صلاة العصر . ثم انصرف الناس أجمعون وبقي مع الملك تلك الليلة خواتينه وبنته .
ثم كان رحيلنا مع السلطان والمحلة لما انقضى العيد فوصلا إلى المدينة الحاج ترخان ومعنى ترخان عندهم الموضع المحرر من المغارم [1] والمنسوب إليه هذه المدينة . هو حاج من الصالحين تركي نزل بموضعها وحرر له السلطان ذلك الموضع . فصار قرية عظمت وتمدنت . وهي من أحسن المدن عظيمة الأسواق مبنية على نهر أتل وهو من أنهار الدنيا الكبار . وهنالك يقيم السلطان حتى يشتد البرد ويجمد هذا النهر وتجمد المياه المتصلة به ثم يأمر أهل تلك البلاد فيأتون بالآلاف من أحمال التبن فيجعلونها على الجليد المنعقد فوق النهر . والتبن هنالك لا تأكله الدواب لأنه يضرها وكذلك ببلاد الهند وإنما أكلها الحشيش الأخضر لخصب البلاد . ويسافرون بالعربات فوق هذا



[1] وهو بفتح المثناة وسكون الراء وبفتح الخاء المعجم وآخره نون

329

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست