responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 313


ولقد حضرت يوماً عند السلطان أوزبك في رمضان فأحضرت لحوم الخيل وهي أكثر ما يأكلون من اللحم ولحوم الأغنام والرشتا وهو شبة الأطرية يطبخ ويشرب باللبن وأتيته تلك الليلة بطبق حلواء صنعها بعض أصحابي فقدمتها بين يديه فجعل إصبعه عليها وجعله على فيه ولم يزد على ذلك وأخبرني الأمير تلكتمور أن أحد الكبار من مماليك هذا السلطان وله من أولاده وأولاد أولاده نحو أربعين ولداً قال له السلطان يوماً : كل الحلواء وأعتقكم جميعاً فأبى وقال : لو قتلتني ما أكلتها . ولما خرجنا من مدينة القرم نزلنا بزاوية الأمير تلكتمور في موضع يعرف بسجاف فبعث إلي أن أحضر عنده . فركبت إليه . وكان لي فرس معد لركوبي يقوده خديم العربة فإذا أردت ركوبه ركبته وأتيت الزاوية فوجدت الأمير قد وضع بها طعاماً كثيراً فيه الخبز ثم أتوا بماء أبيض في صحاف صغار فشرب القوم منه . وكان الشيخ مظفر الدين يلي الأمير في مجلسه وأنا إليه فقلت له : ما هذا فقال هذا ماء الدهن . فلم أفهم ما قال . فذقته فوجدت له حموضة فتركته . فلما خرجت سألت عنه فقال هو نبيذ يصنعونه من حب الدوقي وهم حنفية المذهب والنبيذ عندهم حلال ويسمون هذا النبيذ المصنوع من الدوقي البوزة [1] . وإنما قال لي الشيخ مظفر الدين : ماء الدخن ولسانه فيه اللكنة الأعجمية فظننت أنه يقول ماء الدهن . وبعد مسيرة ثمانية عشر منزلاً من مدينة القرم وصلنا إلى ماء كثير نخوضه يوماً كاملاً وإذا كثر خوض الدواب والعربات في هذا الماء اشتد وحله وزاد صعوبة . فذهب الأمير إلى راحلتي وقدمني أمامه مع بعض خدامه وكتب لي كتاباً إلى الأمير أزاق يعلمه أني أريد القدوم على الملك ويحضه على إكرامي . وسرنا حتى انتهينا إلى ماء آخر نخوضه نصف يوم .
ثم سرنا بعده ثلاثاً ووصلنا إلى مدينة أزاق [2] وهي على ساحل البحر حسنة العمارة يقصدها الجنويون وغيرهم بالتجارات . وبها من الفتيان أخي بجقجي وهو من العظماء يطعم الوارد والصادر .



[1] بضم الباء الموحدة وواو مد وزاي مفتوح
[2] وضبط اسمها بفتح الهمزة والزاي وآخره قاف

313

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست