نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 264
ثم سافرت من بلاد عمان إلى بلاد هرمز وهرمز مدينة على ساحل البحر وتسمى أيضاً موغ أستان وتقابلها في البحر هرمز الجديدة وبينهما في البحر ثلاثة فراسخ . ووصلنا إلى هرمز الجديدة وهي جزيرة مدينتها تسمى جرون [1] وهي مدينة حسنة كبيرة لها أسواق حافلة وهي مرسى الهند والسند ومنها تحمل سلع الهند إلى العراقين وفارس وخراسان . وهذه المدينة سكنى السلطان والجزيرة التي فيها المدينة مسيرة يوم وأكثرها سباخ وجبال ملح وهو الملح الداراني ومنه يصنعون الأواني المزينة والمنارات التي يضعون السرج عليها . وطعامهم السمك والتمر المجلوب إليهم من البصرة وعمان . ويقولون بلسانهم : خرما وما هي لوت بادشاهي معناه بالعربي التمر والسمك طعام الملوك . وللماء في الجزيرة قيمة وبها عيون ماء وصهاريج مصنوعة يجتمع فيها ماء المطر . وهي على بعد من المدينة ويأتون إليها بالقرب فيملأونها ويرفعونها على ظهورهم إلى البحر يوسقونها في القوارب ويأتون بها إلى المدينة . ورأيت من العجائب عند باب الجامع فيما بينه وبين السوق رأس سمكة كأنه رابية وعيناه كأنهما بابان فترى الناس يدخلون في إحداهما ويخرجون من الأخرى . ولقيت بهذه المدينة الشيخ الصالح السائح أبا الحسن الأقصاراني وأصله من بلاد الروم فأضافني وزارني وألبسني ثوباً وأعطاني كمر الصحبة وهو يحتبي به فيعين الجالس فيكون كأنه مستند . وأكثر فقراء العجم يتقلدونه . وعلى ستة أميال من هذه المدينة مزار ينسب إلى الخضر والياس عليهما السلام . يذكر أنهما يصليان فيه وظهرت له بركات وبراهين . وهنالك زاوية يسكنها أحد المشايخ يخدم بها الوارد والصادر وأقمنا عنده يوماً وقصدنا من هنالك زيارة رجل صالح منقطع في آخر هذه الجزيرة قد نحت غاراً