responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 245


أيام ووصلت إلى مدينة زيلع وهي مدينة البرابرة وهم طائفة من السودان شافعية المذهب وبلادهم صحراء مسيرة شهرين . أولها زيلع وآخرها مقدشو . ومواشيهم الجمال وهي أغنام مشهورة السمن . وأهل زيلع سود الألوان وأكثرهم رافضة . وهي مدينة كبيرة لها سوق عظيمة إلا أنها أقذر مدينة في المعمور وأوحشها وأكثرها نتناً . وسبب نتنها كثرة سمكها ودماء الإبل التي ينحرونها في الأزقة . ولما وصلنا إليها اخترنا المبيت بالبحر على شدة هوله ولم نبت بها لقذرها . ثم سافرنا منها في البحر خمس عشرة ليلة ووصلنا مقدشو [1] وهي مدينة متناهية في الكبر وأهلها لهم جمال كثيرة ينحرون منها المئين في كل يوم . ولهم أغنام كثيرة وأهلها تجار أقوياء وبها تصنع الثياب المنسوبة إليها التي لا نظير لها . ومنه تحمل إلى ديار مصر وغيرها . ومن عادة أهل هذه المدينة أنه متى وصل مركب إلى المرسى تصعد الصنابق وهي القوارب الصغار إليه . ويكون في كل صنبوق جماعة من شبان أهلها فيأتي كل واحد منهم بطبق مغطى فيه الطعام فيقدمه لتاجر من تجار المركب ويقول : هذا نزيلي . وكذلك يفعل كل واحد منهم . ولا ينزل التاجر من المركب إلا إلى دار نزيله من هؤلاء الشبان إلا ما كان كثير التردد إلى البلد وحصلت له معرفة أهله فإنه ينزل حيث شاء . فإذا نزل عند نزيله باع له ما عنده واشترى له ومن اشترى منه ببخس أو باع منه بغير حضور نزيله فذلك البيع مردود عندهم . ولهم منتفعة في ذلك . ولما صعد الشبان إلى المركب الذي كنت فيه جاء إلي بعضهم فقال له أصحابي : ليس هذا بتاجر وإنما هو فقيه .
فصاح بأصحابه وقال لهم : هذا نزيل القاضي وكان فيها أحد أصحاب القاضي فعرفه بذلك فأتى إلى ساحل البحر في جملة من الطلبة وبعث إلي أحدهم . فنزلت أنا وأصحابي وسلمت على القاضي وأصحابه وقال لي : بسم الله نتوجه للسلام على الشيخ . فقلت : ومن الشيخ فقال : السلطان . وعادتهم أن يقولوا للسلطان الشيخ . فقلت له : إذا نزلت توجهت إليه . فقال لي : إن العادة إذا



[1] وضبط اسمها بفتح الميم وإسكان القاف وفتح الدال المهمل والشين المعجم وإسكان الواو

245

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست