responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 243


الحرير وعن يمينه ويساره أهل السلاح ويليه منهم أصحاب السيوف والدرق ويليهم أصحاب القسي وبين أيديهم في الميمنة والميسرة الحاجب وأرباب الدولة وكاتب السر وأمير جندار على رأسه والشاويشية وهم من الجنادرة وقوف على بعد . فإذا قعد السلطان صاحوا صيحة وحدة : بسم الله . فإذا قاموا فعلوا مثل ذلك فيعلم جميع من بالمشور وقت قيامه ووقت قعوده .
فإذا استوى قاعداً كل من عادته أن يسلم عليه فسلم ووقف حيث رسم له في الميمنة أو الميسرة لا يتعدى أحد موضعه ولا يقعد إلا من أمر بالقعود . يقول السلطان للأمير جندار مر فلاناً يقعد فيتقدم ذلك المأمور بالقعود عن موقفه قليلاً ويقعد على بساط هناك بين أيدي القائمين في الميمنة والميسرة ثم يؤتى بالطعام وهو طعامان طعام العامة وطعام الخاصة . فأما الطعام الخاص فيأكل منه السلطان وقاضي القضاة والكبار من الشرفاء ومن الفقهاء والضيوف وأما الطعام العام فيأكل منه سائر الشرفاء والفقهاء والقضاة والمشايخ والأمراء ووجوه الأجناد .
ومجلس كل إنسان للطعام معين لا يتعداه ولا يزاحم أحد منهم أحداً . وعلى مثل هذا الترتيب سواء هو ترتيب ملك الهند في طعامه . فلا أعلم أن سلاطين الهند أخذوا ذلك عن سلاطين اليمن أم سلاطين اليمن أخذوه عن سلاطين الهند . وأقمت في ضيافة سلطان اليمن أياماً وأحسن إلي وأركبني وانصرفت مسافراً إلى مدينة صنعاء وهي قاعدة بلاد اليمن الأولى .
مدينة كبيرة حسنة العمارة بناؤها بالآجر والجص كثيرة الأشجار والفواكه والزرع معتدلة الهواء طيبة الماء ومن الغريب أن المطر ببلاد الهند واليمن والحبشة إنما ينزل في أيام القيظ وأكثر ما يكون نزوله بعد الظهر من كل يوم في ذلك الأوان . فالمسافرون عند الزوال لئلا يصيبهم المطر وأهل المدينة ينصرفون إلى منازلهم لأن أمطارها وابلة متدفقة والمدينة مفروشة كلها . فإذا نزل المطر غسل جميع أزقتها وأنقاها . وجامع صنعاء من أحسن الجوامع وفيه قبر نبي من الأنبياء عليهم السلام .

243

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست