responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 201

إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)


السلطان ثيابه على القاضي مجد الدين أخذ بيده وأدخله إلى داره وأمر نساءه بتعظيمه والتبرك به . ورجع السلطان عن مذهب الرفض وكتب إلى بلاده ان يقر الناس على مذهب أهل السنة والجماعة وأجزل العطاء للقاضي وصرفه إلى بلاده مكرماً معظماً وأعطاه في جملة عطاياه مائة قرية من قرى جمكان وهو خندق بين جبلين طوله أربعة وعشرون فرسخاً يشقه نهر عظيم .
القرى منتظمة بجانبيه وهو أحس موضع بشيراز . ومن قراه العظيمة التي تضاهي المدن قرية ميمن وهي للقاضي المذكور . ومن عجائب هذا الموضع المعروف بجمكان أن نصفه مما يلي شيراز وذلك مسافة اثني عشر فرسخاً شديد البرد وينزل فيه الثلج وأكثر شجره الجوز والجزء الآخر مما يلي بلاد هنج وبال وبلاد اللار في طريق هرمز شديد الحر وفيه شجر النخيل .
وقد تكرر لي لقاء القاضي مجد الدين ثانية حين خروجي من الهند . قصدته من هرمز متبركاً بلقائه وذلك سنة ثمان وأربعين . وبين هرمز وشيراز مسيرة خمسة وثلاثين يوماً . فدخلت عليه وهو قد ضعف عن الحركة فسلمت عليه فعرفني وقام إلي فعانقني ووقعت يدي على مرفقه وجلده لاصق بالعظم لا لحم بينهما . وأنزلني بالمدرسة حيث أنزلني أول مرة . وزرته يوماً فوجدت ملك شيراز السلطان أبا إسحاق وسيقع ذكره قاعداً بين يديه ممسكاً بإذن نفسه وذلك هو غاية الأدب عندهم ويفعله الناس إذا قعدوا بين يدي الملك . وأتيت مرة أخرى إلى المدرسة فوجدت بابها مسدوداً . فسألت عن سبب ذلك فأخبرت أن أم السلطان وأخته نشأت بينهما خصومة في ميراث فصرفهما إلى القاضي مجد الدين . فوصلتا إليه إلى المدرسة وتحاكمتا عنده . وفصل بينهما بواجب الشرع . وأهل شيراز لا يدعونه بالقاضي وإنما يقولون له مولانا أعظم . وكذلك يكتبون في التسجيلات والعقود التي تفتقر إلى ذكر اسمه فيها . وكان آخر عهدي به في شهر ربيع الثاني من عام ثمانية وأربعين وسبعمائة . ولاحت علي

201

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست