نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 194
ويريد النوم فانصرفت وكنت تركت نعلي بالباب فلم أجده فنزل الفقيه محمود في طلبه وصعد الفقيه فضل يطلبه في داخل المجلس فوجده في طاق هنالك فأتى به فأخجلني بره واعتذرت إليه فقبل نعلي ووضعه على رأسه وقال لي : بارك الله فيك هذا الذي قلته لسلطاننا لا يقدر أحد أن يقوله له غيرك والله أني لأرجو أن يؤثر ذلك فيه . ثم كان رحيلي من حضرة إيذج بعد أيام فنزلت بمدرسة السلاطين التي بها قبورهم وأقمت بها أياماً وبعث إلي السلطان بجملة دنانير وبعث بمثلها لأصحابي وسافرنا في بلاد هذا السلطان عشرة أيام في جبال شامخة وفي كل ليلة تنزل بمدرسة فيها الطعام فمنها ما هو في العمارة ومنها ما لا عمارة حوله ولكن يجلب إليها جميع ما تحتاج إليه . وفي اليوم العاشر نزلنا بمدرسة تعرف بمدرسة كريو الرخ وهي آخر بلاد الملك وسافرنا منها في بسيط من الأرض كثير المياه من عمالة مدينة أصفهان . ثم وصلنا إلى بلدة أشتركان وهي بلدة حسنة كثيرة المياه والبساتين ولها مسجد بديع يشقه النهر . ثم رحلنا منها إلى مدينة فيروزان واسمها : كأنه تثنية فيروز وهي مدينة صغيرة ذات أنهار وأشجار وبساتين وصلناها بعد صلاة العصر فرأينا أهلها قد خرجوا لتشييع جنازة وقد أوقدوا خلفها وأمامها المشاعل واتبعوها بالمزامير والمغنين بأنواع الأغاني المطربة فعجبنا من شأنهم وبتنا بها ليلة . ومررنا بالغد بقرية يقال لها نبلان وهي كبيرة على نهر عظيم وإلى جانبه مسجد على النهاية من الحسن تصعد إليه في درج وتحفه البساتين . وسرنا يومنا فيما بين البساتين والمياه والقرى الحسان وأبراج الحمام ووصلنا بعد العصر إلى مدينة أصفهان من عراق العجم [1] ومدينة أصفهان من كبار المدن وحسانها إلا أنها الآن قد خرب أكثرها بسبب الفتنة إلي بين أهل السنة والروافض وهي متصلة بينهم حتى الآن
[1] واسمها بقال بالفاء الخالصة ويقال بالفاء المعقودة المفخمة
194
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 194