نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 156
أسود . كل ذلك من كسوة الملك الناصر . وعليه الوقار والسكينة وهو يتهادى بين رايتين سوداوين يمسكهما رجلان من المؤذنين وبين يديه أحد القومة في يده الفرقعة وهي عود في طرفه جلد رقيق مفتول ينفضه في الهواء فيسمع له صوت عال يسمعه من بداخل الحرم وخارجه فيكون إعلاماً بخروج الخطيب . ولا يزال كذلك إلى أن يقرب من المنبر فيقبل الحجر الأسود ويدعو عنده ثم يقصد المنبر والمؤذن الزمزمي وهو رئيس المؤذنين بين يديه لابساً السواد وعلى عاتقه السيف ممسكاً له بيده وتركز الرايتان عن جانبي المنبر . فإذا صعد أول درج من درج المنبر قلده المؤذن السيف فيضرب بنصل السيف ضربة في الدرج يسمع بها الحاضرين ثم يضرب في الدرج الثاني ضربة ثم في الثالث أخرى . فإذا استوى في عليا الدرجات ضرب ضربة رابعة ووقف داعياً بدعاء خفي مستقبل الكعبة . ثم يقبل على الناس فيسلم عن يمينه وشماله ويرد عليه الناس ثم يقعد . ويؤذن المؤذنون في أعلى قبة زمزم في حين واحد . فإذا فرغ الأذان خطب الخطيب خطبة يكثر بها من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول في أثنائها : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ما طاف بهذا البيت طائف ويشير بأصبعه إلى البيت الكريم : اللهم صل على محمد وآل محمد ما وقف بعرفة واقف . ويترضى عن الخلفاء الأربعة وعن سائر الصحابة وعن النبي صلى الله عليه وسلم وسبطيه وأمهما وخديجة جدتهما على جميعهم السلام . ثم يدعو للملك الناصر ثم للسلطان المجاهد نور الدين علي ابن الملك المؤيد داود ابن الملك المظفر يوسف بن علي بن رسول ثم للسيدين الشريفين الحسنيين أميري مكة . سيف الدين عطيفة وهو أصغر الأخوين ويقدم اسمه لعدله وأسد الدين رميثة ابني أبي نمي بن أبي سعيد بن علي بن قتادة . وقد دعا لسلطان العراق مرة ثم قطع ذلك . فلما
156
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 156