responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 154


ما شاء الله ثم خرج وهو في أثره إلى باب المعلى . فأمره أن يسد عينيه ويمسك بثوبه ففعل ذلك . ثم قال : بعد ساعة : أتعرف بلدك قال نعم . قال : ها هو هذا . ففتح عينيه فإذا به على دار أمه فدخل عليها ولم يعلمها بشيء مما جرى وأقام عندها نصف شهر وأظن أن بلده مدينة أسفي . ثم خرج إلى الجبانة فوجد الفقير صاحبه فقال له : كيف أنت فقال : يا سيدي إني اشتقت إلى رؤية الشيخ نجم الدين وكنت خرجت على عادتي وغبت عنه هذه الأيام وأحب أن تردني إليه .
فقال له : نعم وواعده الجبانة ليلاً . فلما وافاه بها أمره أن يفعل كفعله في مكة شرفها الله من تغميض عينيه والإمساك بذيله ففعل ذلك فإذا به في مكة شرفها الله . وأوصاه أن لا يحدث نجم الدين بشيء مما جرى ولا يحدث به غيره فلما دخل على نجم الدين قال له : أين كنت يا حسن في غيبتك فأبى أن يخبره . فعزم عليه فأخبره بالحكاية . فقال : أرني الرجل فأتي معه ليلاً وأتى الرجل على عادته . فلما مر بهما قال له : يا سيدي هو هذا . فسمعه الرجل فضربه بيده على فمه وقال اسكت أسكتك الله . فخرس لسانه وذهب عقله وبقي بالحرم مولهاً يطوف بالليل والنهار من غير وضوء ولا صلاة والناس يتبركون به ويكسونه وإذا جاع خرج إلى السوق التي بين الصفا والمروة فيقصد حانوتاً من الحوانيت فيأكل منها ما أحب لا يصده أحد ولا يمنعه بل يسر كل من أكل له شيئاً وتظهر له البركة والنماء في بيعه وربحه . ومتى أتى السوق تطاول أهلها بأعناقهم إليه كل منهم يحرص على أن يأكل من عنده لما جربوه من بركته . كذلك فعله مع السقائين متى أحب أن يشرب . ولم يزل دأبه كذلك إلى سنة ثمانٍ وعشرين فحج فيها الأمير سيف الدين يلملك فاستصحبه معه إلى ديار مصر فانقطع خبره نفع الله تعالى به .

154

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست