responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 146


ومعها أخوها شهاب الدين فحنث في يمين بالطلاق ففارقها على ضنانته بها وراجعها الفقيه خليل بعد سنين عدة . ومن أعلام مكة إمام الشافعية شهاب الدين بن البرهان ومنهم إمام الحنفية شهاب الدين أحمد بن علي من كبار أئمة مكة وفضلائها يطعم المجاورين وأبناء السبيل . وهو أكرم فقهاء مكة . ويدان في كل سنة أربعين ألف درهم وخمسين ألفاً فيؤديها الله عنه . وأمراء الأتراك يعظمونه ويحسنون الظن به لأنه إمامهم .
ومنهم إمام الحنابلة المحدث الفاضل محمد بن عثمان البغدادي الأصل المكي المولد . وهو نائب القاضي نجم الدين والمحتسب بعد قتل تقي الدين المصري والناس يهابونه لسطوته .
قطع يد السارق كان تقي الدين المصري محتسباً بمكة وكان له دخول فيما يعنيه وفيما لا يعنيه . فاتفق في بعض السنين أن أتى أمير الحاج بصبي من ذوي الدعارة بمكة قد سرق بعض الحجاج . فأمر بقطع يده فقال له تقي الدين : إن لم تقطعها بحضرتك وإلا غلب أهل مكة خدامك عليه . فاستنقذوه منهم وخلصوه فأمر بقطع يده في حضرته فقطعت . وحقدها لتقي الدين . ولم يزل يتربص به الدوائر ولا قدرة له عليه لأن له حسباً من الأميرين رميثة وعطيفة والحسب عندهم أن يعطي أحدهم هدية من عمامة أو شاشية بمحضر الناس تكون جواراً لمن أعطيته ولا تزول حرمتها معه حتى يريد الرحلة والتحول عن مكة . فأقام تقي الدين بمكة أعواماً ثم عزم على الرحلة وودع الأميرين وطاف طواف الوداع وخرج من باب الصفا . فلقيه صاحبه الأقطع وتشكى له ضعف حاله وطلب منه ما يستعين به على حاجته . فانتهره تقي

146

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست