responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 141

إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)


قال ابن جزي : أخبرني بعض أشياخنا الحجاج الأكياس أن سبب صعوبة الدخول إليه هو أن بداخله مما يلي هذا الشق الذي يدخل منه حجراً كبيراً معترضاً . فمن دخل من ذلك الشق منبطحاً على وجهه وصل رأسه إلى ذلك الحجر فلم يمكنه التولج ولا يمكنه أن ينطوي إلى العلو ووجهه وصدره يليان الأرض . فذلك هو الذي ينشب ولا يخلص إلا بعد الجهد والجذب إلى خارج ومن دخل منه مستلقياً على ظهره أمكنه لأنه إذا وصل رأسه إلى الحجر المعترض رفع رأسه واستوى قاعداً فكان ظهره مستنداً إلى الحجر المعترض وأوسطه في الشق ورجلاه من خارج الغار ثم يقوم قائماً بداخل الغار .
شيخ ضل طريقه ومما اتفق بهذا الجبل لصاحبين من أصحابي : أحدهما الفقيه المكرم أبو محمد عبد الله بن فرحان الأفريقي التوزري والآخر أبو العباس أحمد الأندلسي الوادي آشي أنهما قصدا الغار في حين مجاورتهما بمكة شرفها الله تعالى في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وذهبا منفردين لم يستصحبا دليلاً عارفاً بطريقه فتاها . وضلا طريق الغار وسلكا طريقاً سواها منقطعة وذلك في أوان اشتداد الحر وحمى القيظ فلما نفد ما كان عندهما من الماء وهما لم يصلا إلى الغار أخذا في الرجوع إلى مكة شرفها الله تعالى فوجدا طريقاً فاتبعاه وكان يفضي إلى جبل آخر واشتد بهما الحر وأجهدهما العطش وعاينا الهلاك وعجز الفقيه أبو محمد عبد الله بن فرحان عن المشي جملة وألقى بنفسه إلى الأرض ونجا الأندلسي بنفسه . وكان فيه فضل قوة ولم يزل يسلك تلك الجبال حتى أفضى به الطريق إلى أجياد فدخل إلى مكة شرفها الله تعالى وقصدني وأعلمني بهذه الحادثة وبما كان من أمر عبد الله التوزري وانقطاعه في الجبل وكان في ذلك في آخر النهار .

141

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست