responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 138


يبيت بذي طوى ثم يغتسل منه ويغدو إلى مكة ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك . ومنها ثنية كدي [1] وهي بأعلى مكة ومنها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع إلى مكة . ومنها ثنية كداء [2] ويقال لها الثنية البيضاء وهي بأسفل مكة ومنها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الوداع وهي بين جبلين . وفي مضيقها كوم حجارة موضوع على الطريق وكل من يمر به يرجمه بحجر . ويقال : إنه قبر أبي لهب وزوجه حمالة الحطب . وبين هذه الثنية وبين مكة بسيط سهل ينزله الركب إذا صدروا عن منى وبمقربة من هذا الموضع على نحو ميل من مكة شرفها الله مسجد بإزائه حجر موضوع على الطريق كأنه مصطبة يعلوه حجر آخر كان فيه نقش فدثر رسمه . يقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قعد بذلك الموضع مستريحاً عند مجيئه من عمرته . فيتبرك الناس بتقبيله ويستندون إليه . ومنها التنعيم وهو على فرسخ من مكة ومنه يعتمر أهل مكة وهو أدنى الحل إلى الحرام ومنه اعتمرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مع أخيها عبد الرحمن رضي الله عنه وأمره أن يعمرها من التنعيم . وبنيت هنالك مساجد ثلاثة على الطريق تنسب كلها إلى عائشة رضي الله عنها . وطريق التنعيم طريق فسيح والناس يتحرون كنسه في كل يوم رغبة في الأجر والثواب . لأن من المعتمرين من يمشي فيه حافياً . وفي هذا الطريق الآبار العذبة التي تسمى الشبيكة ومنها الزاهر وهو على نحو ميلين من مكة على طريق التنعيم وهو موضع على جانبي الطريق فيه أثر دور وبساتين وأسواق .
وعلى جانب الطريق دكان مستطيل تصف عليه كيزان الشرب وأواني الوضوء يملأها خديم ذلك الموضع من آبار الزاهر وهي بعيدة القعر جداً . والخديم من الفقراء المجاورين



[1] بضم الكاف
[2] بفتح الكاف

138

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست