responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 106


عليه مسجد عظيم ويجتمع أهل حوران بهذه المدينة ويتزود الحاج منها ثم يرحلون إلى بركة زيرة " زيرا " ويقيمون عليها يوماً ثم يرحلون إلى اللجون وبها الماء الجاري ثم يرحلون إلى حصن الكرك وهو من أعجب الحصون وأمنعها وأشهرها ويسمى بحصن الغراب .
والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد ومدخل دهليزه كذلك وبهذا الحصن يتحصن الملوك وإليه يلجؤون في النوائب وله لجأ الملك الناصر لأنه ولي الملك وهو صغير السن فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج ووافقه الأمراء على ذلك فتوجه إلى الحج فلما وصل عقبة أيلة لجأ إلى الحصن وأقام به أعواماً إلى أن قصده أمراء الشام واجتمعت عليه المماليك وكان الملك في تلك المدة بيبرس الششنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين بن أيوب فقصده الملك الناصر بالعساكر ففر بيبرس إلى الصحراء فتبعته العساكر وقبض عليه وأتي به إلى الملك الناصر فأمر بقتله فقتل . وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعاً . ويقال : إنه أكل جيفة من الجوع نعوذ بالله من ذلك .
وأقام الركب بخارج الكرك أربعة أيام بموضع يقال له الثنية وتجهزوا لدخول البرية . ثم ارتحلنا إلى معان وهو آخر بلاد الشام ونزلنا من عقبة الصوان إلى الصحراء التي يقال فيها : داخلها مفقود وخارجها مولود . وبعد مسيرة يومين نزلنا ذات حج وهي حسيان لا عمارة بها ثم إلى وادي بلدح ولا ماء به ثم إلى تبوك وهو الموضع الذي غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء . فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها جادت بالماء المعين . ولم يزل إلى هذا العهد ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

106

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست