نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 101
إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)
ولما وردت دمشق وقعت بيني وبين نور الدين السخاوي مدرس المالكية صحبة فرغب مني أن أفطر عنده في ليالي رمضان فحضرت عنده أربع ليالٍ ثم أصابتني الحمى فغبت عنه فبعث في طلبي فاعتذرت بالمرض فلم يسعني عذراً فرجعت إليه وبت عنده فلما أردت الانصراف بالغد منعني من ذلك وقال لي : احسب داري كأنها دارك أو دار أبيك أو أخيك وأمر بإحضار طبيب وأن يصنع لي بداره كل ما يشتهيه الطبيب من دواء أو غذاء وأقمت كذلك عنده إلى يوم العيد وحضرت المصلى وشفاني الله تعالى مما أصابني . وقد كان ما عندي من النفقة نفد فعلم بذلك فاكترى لي جمالاً وأعطاني الزاد وسواه وزادني دراهم وقال لي : تكون لما عسى أن يعتريك من أمر مهم جزاه الله خيراً . وكان بدمشق فاضل من كتاب الملك الناصر يسمى عماد الدين القيصراني من عاداته أنه متى سمع أن مغربياً وصل إلى دمشق بحث عنه وأضافه وأحسن إليه فإن عرف منه الدين والفضل أمره بملازمته . وكان يلازمه منهم جماعة . وعلى هذه الطريقة أيضاً كاتب السر الفاضل علاء الدين بن غانم وجماعة غيره . وكان بها فاضل من كبرائها وهو الصاحب عز الدين القلانسي له مآثر ومكارم وفضائل وإيثار وهو ذو مال عريض وذكروا أن الملك الناصر لما قدم دمشق أضافة وجميع أهل دولته ومماليكه وخواصه ثلاثة أيام فسماه إذ ذاك بالصاحب . ومما يؤثر من فضائلهم أن أحد ملوكهم السالفين لما نزل به الموت أوصى أن يدفن بقبلة الجامع المكرم ويخفى قبره . وعين أوقافاً عظيمة لقراء يقرأون سبعاً من القرآن الكريم في كل يوم إثر صلاة الصبح بالجهة الشرقية من مقصورة الصحابة رضي الله عنهم حيث قبره فصارت قراءة القرآن على قبره لا تنقطع أبداً وبقي ذلك الرسم الجميل بعده مخلداً ومن عادة أهل دمشق وسائر تلك البلاد أنهم يخرجون بعد صلاة العصر
101
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 101