responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 75


فيه من كل شيء ويقدم الفقراء المتجردون من الآفاق لحضور هذا الموسم وكل من يأتي من الزوار لهذه التربة يعطي لخادمها شمعة فيجتمع من ذلك قناطير كثيرة . وأكثر أهل هذه السواحل هم الطائفة النصيرية الذين يعتقدون أن علي بن أبي طالب إله وهم لا يصلون ولا يتطهرون ولا يصومون . وكان الملك الظاهر ألزمهم بناء المساجد بقراهم فبنوا بكل قرية مسجداً بعيداً عن العمارة ولا يدخلونه ولا يعمرونه . وربما أوت إليه مواشيهم ودوابهم وربما وصل الغريب إليهم فينزل بالمسجد ويؤذن إلى الصلاة فيقولون لا تنهق علفك يأتيك وعددهم كثير .
المهدي الكاذب ذكر لي أن رجلاً مجهولاً وقع ببلاد هذه الطائفة فادعى الهداية وتكاثروا عليه فوعدهم بتملك البلاد وقسم بينهم بلاد الشام وكان يعين لهم البلاد يأمرهم بالخروج إليها ويعطيهم من ورق الزيتون ويقول لهم : استظهروا بها فإنها كالأوامر لكم فإذا خرج أحدهم إلى بلد أحضره أميرها فيقول له : إن الإمام المهدي أعطاني هذا البلد فيقول له : أين الأمر فيخرج ورق الزيتون .
فيضرب ويحبس . ثم إنه أمرهم بالتجهيز لقتال المسلمين وأن يبدأوا بمدينة جبلة وأمرهم أن يأخذوا عوض السيوف قضبان الآس ووعدهم أنها تصير في أيديهم سيوفاً عند القتال فغدروا مدينة جبلة وأهلها في صلاة الجمعة فدخلوا الدور وهتكوا الحريم . وثار المسلمون من مسجدهم فأخذوا السلاح وقتلوهم كيف شاءوا واتصل الخبر باللاذقية فأقبل أميرها بهادر عبد الله بعساكره وطيرت الحمام إلى طرابلس فأتى أمير الأمراء بعساكره واتبعوهم حتى قتلوا منهم نحو عشرين الفاً وتحصن الباقون

75

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست