responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 672


وكان السودان يكرهون منسى سليمان لبخله وكان قبله منسى مغا وقبل منسى مغا منسى موسى وكان كريماً فاضلاً يحب البيضان ويحسن إليهم وهو الذي أعطى لأبي إسحاق الساحلي في يوم واحد أربعة آلاف مثقال وأخبرني بعض الثقات أنه أعطى لمدرك بن فقوص ثلاثة آلاف مثقال في يوم واحد وكان جده سارق جاطه أسلم على يدي جد مدرك هذا .
حكاية الحسنة بعشر أمثالها وأخبرني الفقيه مدرك هذا أن رجلاً من أهل تلمسان يعرف بابن شيخ اللبن كان قد أحسن إلى السلطان منسى موسى في صغره بسبعة مثاقيل وثلث وهو يومئذ صبي غير معتبر ثم اتفق أن جاء إليه في خصومة وهو سلطان فعرفه وأدناه منه حتى جلس معه على البنبي ثم قرره على فعله معه وقال للأمراء : ما جزاء من فعل ما فعله من الخير فقالوا له الحسنة بعشر أمثالها فأعطه سبعين مثقالاً فأعطاه عند ذلك سبعمائة مثقال وكسوة وعبيداً وخدماً وأمره أن لا ينقطع عنه وأخبرني بهذه الحكاية أيضاً ولد ابن شيخ اللبن المذكور وهو من الطلبة يعلم القرآن الكريم بمالي .
ذكر ما استحسنته من أفعال السودان وما استقبحته منها فمن أفعالهم الحسنة قلة الظلم فهم أبعد الناس عنه وسلطانهم لا يسامح أحداً في شيء منه .
ومنها شمول الأمن في بلادهم فلا يخاف المسافر فيها ولا المقيم من سارق ولا غاصب . ومنها عدم تعرضهم لمال من يموت ببلادهم من البيضان ولو كان القناطير المقنطرة إنما يتركونه بيد ثقة من البيضان حتى يأخذه مستحقه ومنها مواظبتهم للصلوات والتزامهم لها في الجماعات وضربهم أولادهم عليها وإذا كان يوم الجمعة ولم يبكر الإنسان إلى المسجد لم يجد أين يصلي لكثرة الزحام . ومن عادتهم أن يبعث كل إنسان غلامه بسجادته فيبسطها له بموضع يستحقه بها حتى يذهب إلى المسجد وسجاداتهم من سعف شجر يشبه النخل ولا ثمر له ومنها لباسهم الثياب البيض الحسان يوم الجمعة ولو لم يكن لأحدهم

672

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 672
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست