responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 639


حكاية قتلي الخبز ومات في تلك الأيام بعض كبراء دمشق وأوصى بمال للمساكين . فكان المتولي لإنفاذ الوصية يشتري الخبز ويفرقه عليهم كل يوم بعد العصر . فاجتمعوا في بعض الليالي وتزاحموا واختطفوا الخبز الذي يفرق عليهم ومدوا أيديهم إلى خبز الخبازين . وبلغ ذلك الأمير أرغون شاه . فأخرج زبانيته فكانوا حيث ما لقوا أحداً من المساكين قالوا له : تعال تأخذ الخبز . فاجتمع منهم عدد كثير . فحبسهم تلك الليلة وركب من الغد وأحضرهم تحت القلعة وأمر بقطع أيديهم وأرجلهم . وكان أكثرهم براء عن ذلك . وأخرج طائفة الحرافيش عن دمشق فانتقلوا إلى حمص وحماة وحلب . وذكر لي أنه لم يعش بعد ذلك إلا قليلاً وقتل . ثم سافرت من دمشق إلى حمص ثم إلى حماة ثم إلى المعرة ثم إلى سرمين ثم إلى حلب . وكان أمير حلب في هذا العهد الحاج رغطي .
حكاية الوباء المجتاح واتفق في تلك الأيام أن فقيراً يعرف بشيخ المشايخ وهو ساكن في جبل خارج مدينة عنتاب والناس يقصدونه ويتبركون به . وله تلميذ ملازم له وكان متجرداً عزباً لا زوجة له قال في بعض كلامه : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصبر عن النساء وأنا أصبر عنهن . فشهد عليه بذلك وثبت عند القاضي ورفع أمره إلى ملك الأمراء وأتي به وبتلميذه الموافق له على قوله فأفتى القضاة الأربعة وهم شهاب الدين المالكي وناصر الدين العديم الحنفي وتقي الدين الصائغ الشافعي وعز الدين الدمشقي الحنبلي بقتلهما معاً فقتلا . وفي أوائل شهر ربيع الأول عام تسعة وأربعين بلغني الخبر في حلب أن الوباء وقع بغزة وأنه انتهى عدد الموتى فيها إلى زائد على الألف في يوم واحد . فسافرت إلى حمص فوجدت الوباء قد وقع بها ومات يوم دخولي إليها نحو ثلاثمائة إنسان ثم سافرت إلى دمشق ووصلتها يوم الخميس وكان أهلها قد صاموا

639

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 639
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست