responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 638


ثم إلى عانة . وهذه البلاد من أحسن البلاد وأخصبها . والطريق فيما بينها كثير العمارة كأن الماشي في سوق من الأسواق وقد ذكرنا أنا لم نر ما يشبه البلاد التي على نهر الصين إلا هذه البلاد .
ثم وصلت إلى مدينة الرحبة وهي التي تنسب إلى مالك بن طوق . ومدينة الرحبة أحسن بلاد العراق وأول بلاد الشام . ثم سافرنا إلى السخنة وهي بلدة حسنة أكثر سكانها الكفار من النصارى . وإنما سميت السخنة لحرارة مائها . وفيها بيوت للرجال وبيوت للنساء يستحمون فيها ويستقون الماء ليلاً ويجعلونه في السطوح ليبرد . ثم سافرنا إلى تدمر مدينة نبي الله سليمان عليه السلام التي بنتها له الجن كما قال النابغة : يبنون تدمر بالصفاح والعمد رجوعي إلى دمشق ثم سافرنا منها إلى مدينة دمشق الشام وكانت مدة مغيبي عنها عشرين سنة كاملة . وكنت تركت بها زوجة لي حاملاً وتعرفت وأنا ببلاد الهند أنها ولدت لي ولداً ذكراَ فبعث حينئذ إلى جده للأم وكان من أهل مكناسة المغرب أربعين ديناراً ذهباً هندياً . فحين وصولي إلى دمشق في هذه الكرة لم يكن لي همٌ إلا السؤال عن ولدي . فدخلت الجامع فوفق لي نور الدين السخاوي إمام المالكية وكبيرهم فسلمت عليه فلم يعرفني . فعرفته بنفسي وسألته عن الولد .
فقال مات منذ اثنتي عشرة سنة . وأخبرني أن فقيهاً من أهل طنجة يقيم بالمدرسة الظاهرية فسرت إليه لأسأله عن ولدي وأهلي فوجدته شيخاً كبيراً فسلمت عليه وانتسبت له فأخبرني أن ولدي توفي منذ خمس عشرة سنة وأن الوالدة بقيد الحياة . وأقمت بدمشق الشام بقية العام والغلاء شديد والخبز قد انتهى إلى قيمة سبع أواقي بدرهم نقرة وأوقيتهم أربع أواقٍ مغربية .
وكان قاضي القضاة المالكية إذ ذاك جمال الدين المسلاتي وكان من أصحاب الشيخ علاء الدين القونوي وقدم معه دمشق فعرف بها . ثم ولي القضاء وقاضي قضاة الشافعية تقي الدين بن السبكي وأمير دمشق ملك الأمراء أرغون شاه .

638

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 638
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست