نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 626
حكاية قوام الدين السبتي وبينا أنا يوماً في دار ظهير الدين القرلابي إذا بمركب عظيم لبعض الفقهاء المعظمين عندهم . فاستؤذن له علي وقالوا : مولانا قوام الدين السبتي . فعجبت من اسمه ودخل إلي . فلما حصلت المؤانسة بعد التحية سنح لي أن أعرفه . فأطلت النظر إليه فقال : أراك تنظر إلي نظر من يعرفني فقلت له : من أي البلاد أنت فقال : من سبتة . فقلت له : وأنا من طنجة . فجدد السلام علي وبكى حتى بكيت لبكائه . فقلت له : هل دخلت بلاد الهند فقال لي : نعم دخلت حضرة دهلي . فلما قال لي ذلك تذكرت له وقلت : أأنت البشري قال : نعم . وكان قد وصل إلى دهلي مع خاله أبي القاسم المرسي وهو يومئذ شاب لا نبات بعارضيه من حذاق الطلبة يحفظ الموطأ . وكنت أعلمت سلطان الهند بأمره فأعطاه ثلاثة آلاف دينار وطلب منه الإقامة عنده فأبى . وكان قصده في بلاد الصين فعظم شأنه بها واكتسب الأموال الطائلة . أخبرني أن له نحو خمسين غلاماً ومثلهم من الجواري . وأهدى إلي منهم غلامين وجاريتين وتحفاً كثيرة . ولقيت أخاه بعد ذلك ببلاد السودان فيما بعد ما بينهما . وكانت إقامتي بقنجنفو خمسة عشر يوماً . وسافرت منها إلى بلاد الصين على ما فيها من الحسن لم تكن تعجبني بل كان خاطري شديد التغير بسبب غلبة الكفر عليها . فمتى خرجت من منزلي رأيت المنكرات الكثيرة فأقلقني ذلك حتى كنت ألازم المنزل فلا أخرج إلا لضرورة . وكنت إذا رأيت المسلمين بها فكأني لقيت أهلي وأقاربي . ومن تمام فضيلة هذا الفقيه البشري أن سافر معي لما رحلت عن قنجنفو أربعة أيام حتى وصلت إلى مدينة بيوم قطلو [1] مدينة صغيرة يسكنها الصينيون من جند وسوقة وليس بها للمسلمين إلا أربعة من الدور أهلها من جهة الفقيه المذكور . نزلنا بدار أحدهم وأقمنا عنده ثلاثة أيام . ثم ودعت الفقيه وانصرفت . فركبت النهر على العادة نتغدى بقرية ونتعشى بأخرى إلى أن وصلنا بعد سبعة عشر يوماً إلى مدينة الخنساء واسمها على نحو اسم الخنساء الشاعرة
[1] وهي بباء موحدة مفتوحة وياء آخر الحروف ساكنة وواو مفتوحة وميم وقاف مضموم وطاء مسكنة ولام مضموم وواو
626
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 626