responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 602


فأمرهم أن يبعثوا له رأسه فبعثوه . وقتل بسببه جماعة كبيرة من الفقراء . ولما دخلت سدكاوان لم أر سلطانها ولا لقيته وعلمت أنه مخالف على ملك الهند . فخفت عاقبة ذلك وسافرت من سدكاوان بقصد جبال كامرو وهي [1] . وبينها وبين سدكاوان مسيرة شهر وهي جبال متسعة متصلة بالصين وتتصل أيضاً ببلاد التبت حيث غزلان المسك . وأهل هذا الجبل يشبهون الترك ولم قوة على الخدمة . والغلام منهم يساوي أضعاف ما يساويه الغلام من غيرهم . وهم مشهورون بمعاناة السحر والاشتغال به . وكان قصدي بالمسير إلى هذه الجبال لقاء ولي من الأولياء بها وهو الشيخ جلال الدين التبريزي .
ذكر الشيخ جلال الدين وهذا الشيخ من كبار الأولياء وأفراد الرجال . له الكرامات الشهيرة والمآثر العظيمة وهو من المعمرين . أخبرني رحمه الله أنه أدرك الخليفة المعتصم المستعصم بالله العباسي ببغداد وكان بها حين قتله وأخبرني أصحابه بعد هذه المدة أنه مات وهو ابن مائة وخمسين وأنه كان له نحو أربعين سنة يسرد الصوم ولا يفطر إلا بعد مواصلة عشر وكانت له بقرة يفطر على حليبها ويقوم الليل كله . وكان نحيف الجسم طوالاً خفيف العارضين . وعلى يديه أسلم أهل تلك الجبال ولذلك أقام بينهم .
كرامة له أخبرني بعض أصحابه أنه استدعاهم قبل موته بيوم واحد وأوصاهم بتقوى الله وقال لهم : إني أسافر عنكم غداً إن شاء الله وخليفتي عليكم الله الذي لا إله إلا هو فلما صلى الظهر من الغد قبضه الله في آخر سجدة منها ووجدوا في جانب الغار الذي كان يسكنه قبراً محفوراً عليه الكفن والحنوط فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه به رحمه الله .



[1] بفتح الكاف والميم وضم الراء

602

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست