نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 553
مسجد بمقربة من البحر يأوي إليه غرباء المسلمين . لأنه لا مسلم بهذه المدينة . ومرساها من أحسن المراسي وماؤها عذب والفوفل بها كثير . ومنها يحمل للهند والصين . وأكثر أهلها براهمة . وهم معظمون عند الكفار مبغضون في مسلمين ، ولذلك ليس بينهم مسلم . حكاية مسجد بدفتن أخبرت أن سبب تركهم هذا المسجد غير مهدوم أن أحد البراهمة خرب سقفه ليصنع منه سقفاً لبيته فاشتعلت النار في بيته . فأحرق هو وأولاده ومتاعه . فاحترموا هذا المسجد ولم يتعرضوا له بسوء بعدها وخدموه وجعلوا بخارجه الماء يشرب منه الصادر والوارد وجعلوا على بابه شبكة لئلا يدخله الطير . ثم سافرنا من مدينة بدفتن إلى مدينة فندرينا [1] مدينة كبيرة حسنة ذات بساتين وأسواق . وبها للمسلمين ثلاث محلات في كل محلة مسجد والجامع بها على الساحل وهو عجيب له مناظر ومجالس على البحر . وقاضيها وخطيبها رجل من أهل عمان وله أخ فاضل . وبهذه البلدة تشتو مراكب الصين . ثم سافرنا منها إلى مدينة قالقوط [2] وهي إحدى البنادر العظام ببلاد المليبار . يقصدها أهل الصين والجاوة وسيلان والمهل وأهل اليمن وفارس . ويجتمع بها تجار الآفاق . ومرساها من أعظم مراسي الدنيا . ذكر سلطانها وسلطانها كافر يعرف بالسامري شيخ مسن يحلق لحيته كما تفعل طائفة الروم رأيته بها وسنذكره إن شاء الله . وأمير التجار بها إبراهيم شاه بندر من أهل البحرين فاضل ذو مكارم يجتمع إليه التجار ويأكلون في
[1] وضبط اسمها بفاء مفتوح ونون ساكن ودال مهمل وراء مفتوحة وياء آخر الحروف [2] وضبط اسمعا بقافين وكسر اللام وضم القاف الثاني وآخره طاء مهمل
553
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 553