نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 476
ومنزلته عند السلطان علية وتعظيمه له شديد ومتى دخل عليه قام له إجلالاً . فكان بسبب ذلك لا يدخل عليه حتى يكون هو الذي يدعوه لئلا يتعبه بالقيام له . وهو محب في الصدقات كثير الإيثار مولع بالإحسان للفقراء والمساكين . ذكر ما هم به الشريف إبراهيم من الثورة ومآل حاله وكان الشريف إبراهيم المعروف بالخريطة دار وهو صاحب الكاغد والأقلام بدار السلطان والياً على بلاد حانسي وسرستي . لما تحرك السلطان إلى بلاد المعبر وأبوه هو القائم ببلاد المعبر الشريف أحسن شاه فلما أرجف بموت السلطان طمع إبراهيم في السلطنة وكان شجاعاً كريماً حسن الصورة . وكنت متزوجاً بأخته حور نسب وكانت صالحة تتهجد بالليل لها أوراد من ذكر الله عز وجل وولدت مني بنتاً ولا أدري ما فعل الله فيهما . وكانت تقرأ لكنها لا تكتب . فلما هم إبراهيم بالثورة اجتاز به أمير من أمراء السند معه الأموال يحملها إلى دهلي . فقال له إبراهيم : إن الطريق مخوف وفيه القطع فأقم عندي حتى يصلح الطريق وأوصلك إلى المأمن وكان قصده أن يتحقق موت السلطان فيستولي على تلك الأموال . فلما تحقق حياته سرح ذلك الأمير وكان يسمى ضياء الملك بن شمس الملك . ولما وصل السلطان إلى الحضرة بعد غيبته سنتين ونصف وصل الشريف إبراهيم إليه . فوشى به بعض غلمانه وأعلم السلطان بما كان هم به . فأراد السلطان أن يعجل بقتله ثم تأنى لمحبته فيه . فاتفق أن أتى يوماً إلى السلطان بغزال مذبوح ينظر إلى ذبحته فقال : ليس يجيد الذكاة اطرحوه . فرآه إبراهيم فقال : إن ذكاته جيدة وأنا آكله . فأخبر السلطان بقوله فأنكر ذلك وجعله ذريعة إلى أخذه . فأمر به فقيد وغلل ثم قرره على
476
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 476