responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 447


ببناء الدار لملك غزنة في مدينة سيري فدخل الوزير على السلطان فأعلمه بذلك فركب من حينه في عشرة من ناسه وأتى منزل ابن الخليفة فاستأذن له ونزل عن فرسه خارج القصر حيث ينزل الناس فتلقاه واعتذر له فقبل عذره وقال له : السلطان والله ما أعلم أنك راضٍ عني حتى تضع قدمك على عنقي فقال له : هذا ما لا أفعله ولو قتلت . فقال له السلطان وحق رأسي لا بد لك من ذلك ثم وضع رأسه على الأرض وأخذ الملك الكبير قبولة رجل ابن الخليفة بيده فوضعها على عنق السلطان ثم قام وقال : الآن أنك راضٍ علي وطاب قلبي . وهذه حكاية غريبة لم يسمع بمثلها عن ملك . ولقد حضرته يوم عيد وقد جاءه الملك الكبير بثلاث خلع من عند السلطان مفرجة . قد جعل مكان عقد الحرير التي تعلق بها حبات جوهر قدر البندق الكبير وقام الملك الكبير ببابه حتى نزل من قصره فكساه إياه والذي أعطاه هو ما لا يحصر العد ولا يحيط به الحد وابن الخليفة مع ذلك كله أبخل خلق الله تعالى وله في البخل أخبار عجيبة يعجب منها سامعها وكأنه كان من البخل بمنزلة السلطان من الكرم ولنذكر بعض أخباره في ذلك .
حكاية عن بخل ابن الخليفة وكانت بيني وبينه مودة وكنت كثير التردد إلى منزله وعنده تركت ولداً لي سميته أحمد لما سافرت ولا أدري ما فعل الله بهما فقلت له يوماً : لم تأكل وحدك ولا تجمع أصحابك على الطعام فقال لي : لا أستطيع أن أنظر إليهم على كثرتهم وهم يأكلون طعامي فكان يأكل وحده ويعطي صاحبه محمد ابن أبي الشرفي من الطعام لمن أحب ويتصرف في باقيه وكنت أتردد إليه فأرى دهليز قصره الذي يسكن به مظلماً لا سراج به .

447

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست