responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 407


وألقى إليه جلساؤه أنه يريد الانفراد بملك الهند وأنه قد عصى وخالف . وبلغ هذا الخبر إلى قطب الدين فبادر بنفسه وقدم على غزنة ليلاً ودخل على السلطان ولا علم عند الذين وشوا به إليه . فلما كان بالغد قعد السلطان على سريره وأقعد أيبك تحت السرير بحيث لا يظهر وجاء الندماء والخواص الذين سعوا به . فلما استقر بهم الجلوس سألهم السلطان عن شأن أيبك فذكروا له أن عصى وخالف وقالوا : قد صح عندنا أنه ادعى الملك لنفسه . فضرب السلطان سريره برجله وصفق بيديه وقال : يا أيبك قال : لبيك وخرج عليهم فسقط في أيديهم وفزعوا إلى تقبيل الأرض . فقال لهم السلطان : قد غفرت لكم هذه الزلة . وإياكم والعودة إلى الكلام في أيبك . وأمره أن يعود إلى بلاد الهند فعاد إليها وفتح مدينة دهلي وسواها . واستقر بها الإسلام إلى هذا العهد . وأقام قطب الدين بها إلى أن توفي .
السلطان شمس الدين للمش وهو أول من ولي الملك بمدينة دهلي مستقلاً به وكان قبل تملكه مملوكاً للأمير قطب الدين أيبك وصاحب عسكره نائباً عنه فلما مات قطب الدين استبد بالملك وأخذ الناس بالبيعة . فأتاه الفقهاء يقدمهم قاضي القضاة إذ ذاك وجيه الدين الكاساني فدخلوا عليه وقعد بين يديه وقعد القاضي إلى جانبه على العادة وفهم السلطان عنهم ما أرادوا أن يكلموه به فرفع طرف البساط الذي هو قاعد عليه وأخرج لهم عقداً يتضمن عتقه . فقرأه القاضي والفقهاء وبايعوه جميعاً . واستقل بالملك وكانت مدته عشرين سنة . وكان عادلاً صالحاً فاضلاً ومن مآثره أنه اشتد في رد المظالم وإنصاف المظلومين وأمر أن يلبس كل

407

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست