نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 379
قدومنا بمدينة سيوستان من السند . وبينها وبين ملتان مسيرة عشرة أيام وبين بلاد السند وحضرة السلطان مدينة دهلي على مسيرة خمسين يوماً . وإذا كتب المخبرون إلى السلطان من بلاد السند يصل الكتاب إليه في خمسة أيام بسبب البريد . ذكر البريد والبريد ببلاد الهند صنفان فأما بريد الخيل فيسمونه الولاق " أولاق " [1] وهو خيل تكون للسلطان في كل مسافة أربعة أميال وأما بريد الرجالة فيكون في مسافة الميل الواحد منه ثلاث رتب ويسمونها الداوة [2] والداوة هي ثلث ميل والميل عندهم يسمى الكروة [3] وترتيب ذلك أن يكون في كل ثلث ميل قرية معمورة ويكون بخارجها ثلاث قباب يقعد فيها الرجال مستعدين للحركة قد شدوا أوساطهم . وعند كل واحد منهم مقرعة مقدار ذراعين بأعلاها جلاجل نحاس فإذا خرج البريد من المدينة أخذ الكتاب بأعلى يده والمقرعة ذات الجلاجل باليد الأخرى يشتد بمنتهى جهده . فإذا سمع الرجال الذين بالقباب صوت الجلاجل تأهبوا . فإذا وصلهم . أخذ أحدهم الكتاب من يده ومر بأقصى جهده وهو يحرك المقرعة حتى يصل إلى الداوة الأخرى . ولا يزالون كذلك وهذا البريد أسرع من بريد الخيل وربما حملوا على هذا البريد الفواكه المستطرفة بالهند من فواكه خراسان يجعلونها في الأطباق ويشتدون بها حتى تصل إلى السلطان . وكذلك يحملون الكبار من ذوي الرتب يجعلون الرجل على سرير ويرفعونه فوق رؤوسهم ويسيرون به شداً . وكذلك يحملون الماء لشرب السلطان إذا كان بدولة أباد يحملونه من نهر الكنك الذي تحج الهنود إليه وهو على مسيرة أربعين يوماً منها . وإذا كتب المخبرون إلى السلطان بخبر من يصل إلى بلاده استوعبوا الكتاب وأمعنوا في ذلك وعرفوه أنه ورد رجل صورته كذا ولباسه كذا وكتبوا عدد أصحابه وغلمانه