نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 36
ذكر نيل مصر ونيل مصر يفضل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتساع قطر وعظم منفعة . والمدن والقرى بضفتيه منتظمة ليس في المعمور مثلها . ولا يعلم نهر يزرع عليه ما يزرع على النيل . وليس في الأرض نهر يسمى بحراً غيره . قال الله تعالى : " فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ " فسماه يمّاً وهو البحر . وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل ليلة الإسراء إلى سدرة المنتهى فإذا في أصلها أربعة أنهار : نهران ظاهران ونهران باطنان . فسأل عنها جبريل عليه السلام فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات . وفي الحديث أيضاً النيل والفرات وسيحون وجيحون كل من أنهار الجنة . ومجرى النيل من الجنوب إلى الشمال خلافاً لجميع الأنهار . ومن عجائبه أن ابتداء زيادته في شدة الحر عند نقص الأنهار وجفوفها وابتداء نقصه حين زيادة الأنهار وفيضها . ونهر السند مثله في ذلك وسيأتي ذكره . وأول ابتداء زيادته في حزيران وهو يوليه فإذا بلغت زيادته ستة عشر ذراعاً تم خراج السلطان . فإن زاد ذراعاً كان الخصب في العام والصلاح التام فإن بلغ ثمانية عشر ذراعاً أضر بالضياع وأعقب الوباء . وإن نقص ذراعاً عن ستة عشر نقص خراج السلطان وإن نقص ذراعين استسقى الناس وكان الضرر الشديد . والنيل أحد أنهار الدنيا الخمسة الكبار وهي النيل والفرات والدجلة وسيحون وجيحون . وتماثلها أنهار خمسة أيضاً : نهر السند ويسمى ينج أب
36
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 36