نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 337
على شكل وادي سلا من بلاد المغرب . وكانت عليه فيما تقدم قنطرة مبنية فخربت . وهو الآن يعبر في القوارب . واسم هذا النهر أبسمي . وأحد القسمين من المدينة يسمى أصطنبول وهو بالعدوة الشرقية من النهر وفيه سكنى السلطان وأرباب دولته وسائر الناس . وأسواقه وشوارعه مفروشة بالصفاح متسعة . وأهل كل صناعة على حدة لا يشاركهم سواهم وعلى كل سوق أبواب تسد عليه بالليل وأكثر الصناع والباعة به النساء . والمدينة في سفح جبل داخل في البحر نحو تسعة أميال وعرضه مثل ذلك أو أكثر وفي أعلاه قلعة صغيرة وقصر السلطان . والسور يحيط بهذا الجبل وهو مانع لا سبيل لأحد إليه من جهة البحر . وفيه نحو ثلاث عشرة قرية عامرة والكنيسة العظمى هي في وسط هذا القسم من المدينة . وأما القسم الثاني منها فيسمى الغلطة وهو بالعدوة الغربية من النهر شبيه برباط الفتح في قربه من النهر . وهذا القسم خاص بنصارى الإفرنج يسكنونه . وهم أصناف فمنهم الجنويون والبنادقة وأهل رومية وأهل فرنسة . وحكمهم إلى ملك القسطنطينية يقدم عليهم منهم من يرتضونه ويسمونه القمص وعليهم وظيفة في كل عام لملك القسطنطينية . وربما استعصوا عليه فيحاربهم حتى يصلح بينهم البابا . وجميعها أهل تجارة ومرساهم من أعظم المراسي رأيت به نحو مائة جفن من القراقر وسواها من الكبار وأما الصغار فلا تحصى كثرة . وأسواق هذا القسم حسنة إلا أن الأقذار غالبة عليها ويشقها نهر صغير قذر نجس وكنائسهم لا خير فيها . الكنيسة العظمى وإنما نذكر خارجها وأما داخلها فلم أشاهده . وهي تسمى عندهم أياصوفيا [1] . ويذكر أنها من بناء آصف بن بريخاء وهو ابن خالة سليمان عليه السلام . وهي من أعظم كنائس الروم وعليها سور يطيف به فكأنها مدينة . وأبوابها ثلاثة عشر باباً ولها حرم هو نحو ميل عليه باب كبير ولا يمنع